الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 404 ] 67 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرويبضة الذي ذكره في وصفه السنين التي أمام الدجال من هو من الناس ؟

464 - حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، حدثنا أبو كريب ، حدثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، عن إبراهيم بن أبي عبلة ، عن أبيه ، عن عوف بن مالك الأشجعي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن أمام الدجال سنين خوادع ، يكثر فيها المطر ، ويقل فيها النبت ، ويصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة ، قيل : وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : من لا يؤبه له } .

[ ص: 405 ]

465 - وبه عن ابن إسحاق ، عن عبد الله بن دينار ، عن أنس مثله ، غير أنه قال : { قيل : يا رسول الله ، وما الرويبضة ؟ قال : الفويسق يتكلم في أمر العامة } .

466 - حدثنا ابن أبي داود ، حدثنا عمرو بن محمد الناقد ، حدثنا عبد الله بن إدريس ، عن ابن إسحاق ، عن عبد الله بن دينار ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن بين يدي الساعة سنين خداعة ، يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، ويتكلم فيها الرويبضة . قيل : وما الرويبضة ؟ قال : الفويسق يتكلم في أمر العامة } .

فلم يكن فيما رويناه من هذه الآثار من ذكر الرويبضة ما يوجب اختلافا فيه من هو من الناس على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ [ ص: 406 ] لأنه قد يجوز أن يكون وصفه إياه بالفسق الذي يمنع مثله من الكلام في أمر العامة ينطلق له في الدهر المذموم الكلام في أمر العامة ، كما يكون فيه تصديق الكاذب ، وتكذيب الصادق ، وائتمان الخائن ، ويكون وصفه إياه بأنه لا يؤبه له لعلنه بفسقه ، ولأنه ممن لا حاجة بالناس إليه ، فيكون بذلك خاملا لا يؤبه له ، فاتفق بحمد الله المعنيان اللذان روينا في تفسير الرويبضة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب ، ولم يختلفا .

والله نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية