الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                            صفحة جزء
                            باب تفسير سورة الأنفال

                            [ ص: 186 ] [ ص: 187 ] تفسير سورة الأنفال

                            الآية ( 1 ) قوله تعالى :

                            يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين

                            982 - حدثنا سعيد قال : نا عبد الله بن جعفر ، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة ، عن سليمان بن موسى الأشدق ، عن مكحول ، عن أبي سلام الباهلي ، عن أبي أمامة الباهلي ، عن عبادة بن الصامت ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فلقي بها العدو ، فلما هزمهم الله اتبعتهم طائفة من المسلمين يقتلونهم ، وأحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستولت طائفة على النهب والعسكر .

                            فلما رجع الذين طلبوا [ ص: 188 ] العدو ، قالوا : لنا النفل ، نحن طلبنا العدو ، وبنا نفاهم الله عز وجل وهزمهم . وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنتم بأحق به منا ، بل هو لنا ; نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم أن يناله من العدو غرة ! وقال الذين استولوا على النهب والعسكر : ما أنتم بأحق به منا ، بل هو لنا ؛ نحن استولينا عليه وأحرزناه .

                            فأنزل الله عز وجل على رسوله : يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم - الآية ، فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم عن فواق ، وكان رسول الله ينفلهم بادين الربع ، فإذا قفلوا الثلث .

                            فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبرة من ظهر بعيره فقال : ما يحل لي من الفيء قدر هذه الوبرة إلا الخمس ، والخمس مردود عليكم ، فأدوا الخياط والمخيط ، وإياكم والغلول فإنه عار على أهله يوم القيامة ، وعليكم بالجهاد فإنه باب من أبواب الجنة يذهب الله به الغم والهم .

                            وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره النفل ويقول : يرد قوي القوم على ضعيفهم .

                            [ ص: 189 ] [ ص: 190 ] [ ص: 191 ] [ ص: 192 ] [ ص: 193 ] [ ص: 194 ] [ ص: 195 ] [ ص: 196 ] [ ص: 197 ] [ ص: 198 ]

                            التالي السابق


                            الخدمات العلمية