الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الاستتار عن الناس عند البول والغائط .

                                                                                                                                                                              252 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن أبي [ مسرة ] ، نا العلاء بن عبد الجبار، أنا مهدي بن ميمون، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن الحسن بن [ سعد ] ، عن عبد الله بن جعفر، قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فأسر إلي [ حديثا لا أحدث به ] أحدا من الناس، وكان أحب ما استتر به عليه السلام لحاجته، هدف أو حائش نخل.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: قوله: "حائش نخل" يعني: جماعة نخل مثل الصورة.

                                                                                                                                                                              253 - حدثنا علي بن الحسن، نا عبيد الله بن موسى، نا إسماعيل بن عبد الملك، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فإذا هو بشجرتين بينهما أربعة أذرع، فقال: " يا جابر انطلق إلى هذه [ ص: 436 ] الشجرة، فقل: يقول لك رسول الله: الحقي بصاحبتك حتى أجلس خلفكما "، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم خلفهما، ثم رجعتا إلى مكانهما.

                                                                                                                                                                              قال الله تعالى: ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) الآية وجاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك" .

                                                                                                                                                                              فالذي يجب لمن أراد قضاء الحاجة أن يتباعد عن الناس، ويستتر عنهم؛ كيلا ترى له عورة، وقد روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم التغليظ في نظر الرجل إلى عورة غيره.

                                                                                                                                                                              254 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: قلت: يا رسول الله، ما نأتي من عوراتنا [ وما ] نذر؟ فقال: "احفظ عورتك إلا من زوجتك، أو مما ملكت يمينك" .

                                                                                                                                                                              [ ص: 437 ]

                                                                                                                                                                              255 - حدثنا محمد بن إسماعيل، نا أبو حذيفة، نا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن عياض، عن أبي سعيد، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجلين أن يقعدا جميعا، فيتبرزان ينظر أحدهما إلى عورة صاحبه، فإن الله - عز وجل - يمقت على هذا.

                                                                                                                                                                              [ ص: 438 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية