الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3737 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي ، أنا زاهر بن أحمد ، أنا أبو إسحاق الهاشمي ، أنا أبو مصعب، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " يا رسول الله، كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحيانا يأتيني في مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي، فينفصم عني، وقد وعيت ما قال، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا، فيكلمني فأعي ما يقول "، قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشاتي الشديد البرد [ ص: 322 ] فينفصم عنه، وإن جبينه ليتفصد عرقا " هذا حديث متفق على صحته.

                                                                            أخرجه محمد، عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، وقال: فيفصم عني، وفي آخره فيفصم عنه، وأخرجه مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن سفيان بن عيينة ، عن هشام، وقال: ثم يفصم عني.

                                                                            قوله: يأتي في مثل صلصلة الجرس.

                                                                            فالصلصلة: صوت الحديد إذا حرك، قال أبو سليمان الخطابي : يريد، والله أعلم، أنه صوت متدارك يسمعه ولا يثبته عند أول ما يقرع سمعه حتى يتفهم، ويستثبت، فيتلقفه حينئذ ويعيه، ولذلك قال: وهو أشده علي.

                                                                            قوله: فينفصم عني، أي: ينقطع، ومنه قوله سبحانه وتعالى: ( لا انفصام لها ) ، ومن روى: فيفصم عني، وهو الأصوب، معناه: يقلع عني.

                                                                            وقولها: يتفصد عرقا، أي: يسيل كما يفصد العرق.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية