الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 4758 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القارئ ، [ ص: 116 ] حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، حدثنا عبيد الله بن عبد الجبار الخبائري ، حدثنا عبد الله بن حميد ، قال : سأل أبي ، الزهري ، وأنا أسمع ، هل كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم رخصة في الغناء ؟ فقال الزهري : نعم " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا هو بجارية في يدها دف تغني ، فلما رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم تخوفت وأشفقت ، وأنشأت تقول :


يا أيها الركب المحول رحله هلا نزلت بدار عبد مناف     ثكلتك أمك لو نزلت بدارهم
منعوك من ضيم ومن أقراف



وروينا عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم ترنمهم بالأشعار ، وهذا في الأشعار التي يكون إنشادها حلالا ، ويكون الترنم بها في بعض الأحايين دون بعض ، فإن كان بها فيتخذ الغناء صناعة يؤتى عليه ، ويأتي له ، ويكون منسوبا إليه مشهورا به " .

فقد قال الشافعي رحمة الله عليه : " لا يجوز شهادته ، وذلك أنه من اللهو المكروه ، الذي يشبه الباطل ، وإن من صنع هذا كان منسوبا إلى السفه ، وسقاطة المروءة ، ومن رضي هذا لنفسه كان مستخفا ، وإن لم يكن محرما بين التحريم " .

[ ص: 117 ] قال الشيخ أحمد : " وإن لم يداوم على ذلك ، لكنه ضرب عليه بالأوتار ، فإن ذلك لا يجوز بحال ، وذلك ؛ لأن ضرب الأوتار دون الغناء ، غير جائز لما فيه من الأخبار ، وبمعناه ذكره الحليمي وغيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية