الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - أما إذا قيل : الإنسان حيوان ناطق ، وقصد مدلوله لغة أو شرعا - فدليله النقل بخلاف تعريف الماهية .

            [ ص: 87 ]

            التالي السابق


            [ ص: 87 ] ش - اعلم أن ما ذكره من امتناع تحصيل الحد بالدليل مخصوص بما إذا قصد بذكر الحد تعريف الحقيقة . أما إذا قصد به مدلوله لغة أو شرعا ، كما إذا قيل : الإنسان حيوان ناطق ، وقصد بذكر الحيوان الناطق أنه مدلول الإنسان لغة أو شرعا ، فلا يمتنع إثباته بالدليل ولهذا استدرك بقوله " أما " .

            وإنما لا يمتنع إثباته بالدليل ; لأن الحاد حينئذ يدعي بأن مدلول لفظ الإنسان هو الحيوان الناطق شرعا أو لغة فيمكن إثبات أن أهل اللغة أو الشرع أرادوا بهذا اللفظ هذا المعنى .

            والدليل على ذلك النقل من أهل اللغة أو الشرع . بخلاف [ تعريف ] الماهية ; لأن معناه أن ماهية الإنسان متصورة من الحيوان الناطق ، ولا يمكن الدليل عليه لما ذكرنا .

            ولما فرغ عن بحث التصور وما يتعلق به من الحدود والذاتيات ، شرع في التصديق وما يتعلق به من العكس والدليل والنقيض والبرهان .




            الخدمات العلمية