الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - ( مسألة ) الجمهور على جواز نسخ السنة بالقرآن .

            وللشافعي - رحمه الله - قولان .

            لنا : لو امتنع لكان غيره : والأصل عدمه .

            وأيضا : التوجه إلى بيت المقدس بالسنة ، ونسخ بالقرآن . والمباشرة بالليل كذلك .

            [ ص: 543 ] وصوم يوم عاشوراء .

            وأجيب بجواز نسخه بالسنة ووافق القرآن .

            وأجيب بأن ذلك يمنع تعيين ناسخ أبدا .

            التالي السابق


            ش - اتفق الجمهور على جواز نسخ السنة بالقرآن ، وللشافعي - رحمه الله - فيه قولان .

            واحتج المصنف على مذهب الجمهور بأنه لو امتنع لكان امتناعه لغيره ؛ إذ نعلم بالضرورة أنه لا يكون ممتنعا لذاته .

            والتالي باطل ; لأن الأصل عدم الغير .

            وأيضا نسخ السنة بالقرآن واقع ; فإن وجوب التوجه إلى بيت المقدس كان ثابتا بالسنة ، ونسخ بالقرآن بقوله تعالى : فول وجهك شطر المسجد الحرام .

            وتحريم مباشرة الصائم بالليل ثبت بالسنة ، وقد نسخ بالقرآن [ ص: 544 ] بقوله تعالى : ( فالآن باشروهن ) .

            ووجوب صوم عاشوراء ثبت بالسنة ، وقد نسخ بالقرآن .

            وأورد على هذا أنه يجوز أن يكون النسخ في هذه الصور بالسنة ووافق القرآن ، فاستغني بالقرآن عن نقل السنة الناسخة .

            وأجيب بأن هذا التجويز يمنع تعيين الناسخ أبدا ، فإن أي [ ص: 545 ] ناسخ فرض . كان لقائل أن يقول : الناسخ غيره ، إلا أنه وافق ذلك الغير .




            الخدمات العلمية