الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - ( مسألة ) المختار أن الناسخ قبل تبليغه - عليه السلام - لا يثبت حكمه .

            لنا : لو ثبت لأدى إلى وجوب وتحريم ؛ للقطع بأنه لو ترك الأول أثم .

            وأيضا : فإنه لو عمل بالثاني عصى اتفاقا .

            وأيضا : يلزم قبل تبليغ جبريل - عليه السلام - وهو اتفاق .

            [ ص: 564 ]

            التالي السابق


            [ ص: 564 ] ش - إذا ورد ناسخ إلى الرسول ولم يبلغه إلى الأمة ( بعد ) هل يثبت حكمه أم لا ؟ فيه خلاف .

            والمختار أن الناسخ قبل تبليغه لا يثبت حكمه .

            ( مثلا ) ورد الأمر أولا باستقبال بيت المقدس ، وورد الناسخ - وهو الأمر باستقبال الكعبة - في المدينة ، فلا يثبت حكم هذا الناسخ في حق أهل اليمن ما لم يبلغه إليهم ، بل هم مأمورون باستقبال بيت المقدس حتى يبلغ الناسخ ( إليهم .

            وذهبت الحنفية إلى خلافه .

            واحتج المصنف بأنه لو ثبت الناسخ قبل ) تبليغه لأدى إلى وجوب شيء واحد وتحريمه في حالة واحدة .

            والتالي باطل .

            بيان الملازمة : أنا نقطع بأن المكلف لو ترك الواجب الأول قبل تبليغ الناسخ لأثم بتركه .

            فلو كان الناسخ المحرم - مثلا - ثابتا قبل تبليغه يكون ذلك الفعل قبل تبليغ الناسخ واجبا وحراما معا .

            وأيضا لو عمل المكلف قبل تبليغ الناسخ إليه بالثاني ، أي بحكم الناسخ عصى بالاتفاق .

            فلو كان حكم الناسخ ثابتا قبل تبليغه لم يكن عاصيا بالعمل به .

            [ ص: 565 ] وأيضا : لو ثبت حكم الناسخ قبل تبليغ الرسول إلى المكلفين يلزم أن يكون ثابتا قبل تبليغ جبريل إلى الرسول - عليه السلام - إذ لا فرق بين الصورتين .

            والتالي باطل بالاتفاق .




            الخدمات العلمية