الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - ويسمى ما بـ " لو " : قياس الخلف . وهو إثبات المطلوب بإبطال نقيضه .

            التالي السابق


            ش - اعلم أن قياس الخلف عند الجمهور مركب من قياسين : أحدهما اقتراني [ مركب ] من متصلة ، يكون المقدم فيها فرض المطلوب غير حق ، وتاليها وضع نقيض المطلوب على أنه حق .

            ومن حملية غير متنازع فيها . ويكون تلك الحملية مشاركة لتالي المتصلة على هيئة منتجة . فينتجان متصلة ، مقدمها المقدم من المتصلة التي هي جزء القياس وتاليها نتيجة التأليف بين تالي المتصلة المذكورة والحملية . وتكون نتيجة التأليف كاذبة لكونها نقيضا لمقدمة صادقة . [ ص: 140 ] والقياس الثاني استثنائي مؤلف من المتصلة التي هي نتيجة القياس الأول . ومن استثناء نقيض تاليها ، فينتج نقيض المقدم الذي هو فرض المطلوب غير حق فينتج كون المطلوب حقا .

            مثلا إذا كان المطلوب : لا شيء من ج آ ، والمقدمة الصادقة : لا شيء من آ ب ، ونقيض نتيجة التأليف الصادق : كل ج ب فنقول : لو لم يصدق : لا شيء من ج آ ، لصدق : بعض ج آ .

            ولا شيء من آ ب ، فينتج : لو لم يصدق : لا شيء من ج آ ، لصدق . بعض ج ليس ب . لكن كذب : بعض ج ليس ب ، فيلزم صدق : لا شيء من ج آ . وهو المطلوب .

            وعلى التفسير الذي ذكره المصنف ، قياس الخلف : قياس بسيط استثنائي مركب من متصلة مقدمها نقيض المطلوب ، وتاليها أمر محال .

            ومن استثناء نقيض التالي . مثلا إذا كان المطلوب قولنا : الزكاة غير واجبة على المديون ، فنقول : لو كانت الزكاة واجبة على المديون ، لكانت واجبة على الفقير ، لكن لم تجب على الفقير ، فينتج : الزكاة غير واجبة على المديون . وهو المطلوب . فقد أثبتنا المطلوب الذي هو قولنا : الزكاة غير واجبة على المديون بإبطال نقيضه الذي هو قولنا : الزكاة واجبة على المديون . فاصطلاحه مخالف لما ذهب إليه الجمهور .




            الخدمات العلمية