الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  ولم يبين لنا - عز وجل - في هذه الآية ما الذي تؤدى به هذه الطهارة في الوضوء والغسل ؟ وبين لنا في غيرها من كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقال في كتابه : ( وأنزلنا من السماء ماء طهورا ) ، فكان ذلك على ماء السماء وهو المطر .

                  ثم التمسنا حكم ماء الأرض ، فوجدنا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد تنازعوا فيه ، فجعله بعضهم كماء السماء تؤدى به الفرائض في الطهارات كما تؤدى بماء السماء ، ولم يجعله بعضهم كذلك ، ومنع أداء الفرائض به ، فمن ذلك ما روي عن ابن عمر فيه .

                  56 - حدثنا يزيد بن سفيان ، قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثنا أبي ، عن قتادة ، عن عقبة بن صهبان ، عن ابن عمر ، قال : " الصعيد أحب إلي منه ، يعني : ماء البحر " ومن ذلك ما روي عن ابن عمرو بن العاص فيه :

                  57 - حدثنا محمد بن خزيمة ، قال : حدثنا حجاج ، قال : قال حدثنا حماد ، عن قتادة ، عن أبي أيوب ، عن عبد الله بن عمرو ، أنه قال : " سبعة أبحر وسبعة أنهر لا يجزين من جنابة ولا من طهور " .

                  وخالفهما في ذلك ابن عباس :

                  58 - فحدثنا يزيد بن شناب ، قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثنا أبي ، عن قتادة ، عن موسى بن سلمة ، وكريب ، وعكرمة ، عن ابن عباس ، أنه كان يقول : " هما البحران لا يضرك بأيهما توضأت " .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية