الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  ولما اختلفوا في ذلك واحتج كل فريق منهم لمذهبه بما حكيناه ، نظرنا فيما روي في ذلك سوى ما احتج به كل واحد منهم لمذهبه ، لنقف به على الوجه فيما اختلفوا فيه منه إن شاء الله ، فوجدنا يونس :

                  650 - قد حدثنا ، قال : حدثنا ابن وهب ، أن مالكا حدثه ، عن ابن شهاب ، عن سليمان بن يسار ، أن أهل الشام قالوا لأبي عبيدة : خذ من خيلنا ورقيقنا صدقة ، فأبى ، ثم كتب إلى عمر بن الخطاب ، فأبى ، ثم كلموه ، فكتب إلى عمر ، وكتب إليه عمر : " إن أحبوا فخذها منهم وارددها عليهم وارزق رقيقهم " .

                  قال مالك رحمه الله : ومعنى قول عمر : " ارددها عليهم " ، أي : ارددها على فقرائهم .

                  ففي هذا الحديث ذكر السبب الذي أخذ به عمر صدقة الخيل ، وأن ذلك ليس لوجوبها على أهلها كوجوب الزكاة في السوائم سواها ، وأن ذلك إنما كان على التبرع منهم ، وطلب التقرب به إلى الله - عز وجل - ، وذلك عندنا منهم طلب لإخراج الحق الذي سوى الزكاة من أموالهم على ما في حديث أبي هريرة ، وفاطمة بنت قيس ، اللذين رويناهما عنهما في هذا الباب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله أعلم .

                  فهذا الذي وجدناه في هذا المعنى مما رواه أهل المدينة فيه.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية