الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  وأما مياه الآبار والغدران والماء الراكد في الآجام ونحوها فقد جاءت السنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشروحة بطهارة ذلك [ ص: 92 ] .

                  66 - حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : حدثنا عيسى بن إبراهيم الركي ، قال : حدثنا عبد العزيز بن مسلم القسملي ، قال : حدثنا مسلم ، عن خالد بن أبي نوف ، عن سليط ، قال أبو جعفر وهو ابن أيوب ، عن ابن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه ، قال : أتيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتوضأ من بئر بضاعة ، فقلت : يا رسول الله ، أتتوضأ منها وهي يلقى فيها ما يلقى من النتن ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الماء لا ينجسه شيء " .

                  67 - حدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا أحمد بن خالد الوهبي ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن سليط بن أيوب ، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع ، عن أبي سعيد الخدري ، أنه قيل : يا رسول الله ، إنه يستقى لك من بئر بضاعة وهي بئر يطرح فيها عذرة الناس ومحايض النساء ولحم الكلاب ، فقال : " إن الماء طهور لا ينجسه شيء " .

                  68 - حدثنا صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث الأنصاري ، قال : حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، قال : سمعت ابن عون يحدث ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : " نهى أو نهي أن يبول الرجل في الماء الدائم أو الراكد ، ثم يتوضأ منه أو يغتسل منه " .

                  69 - حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : حدثني عمرو بن الحارث ، عن بكير بن عبد الله ، حدثه أن أبا السائب مولى هشام بن زهرة حدثه ، أنه سمع أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب " فقال : كيف يفعل يا أبا هريرة ؟ فقال : يتناوله تناولا .

                  فدل ذلك على طهارة المياه كلها من العذبة والملح ، وماء البحار ، وماء الغدران ، وماء الآبار ، وهذا قول أبي حنيفة ، وابن أبي ليلى ، ومالك ، والأوزاعي ، والثوري ، والشافعي ، وسائر أهل العلم غير ما ذكرنا في صدر هذا الباب بخلاف ذلك في ماء البحر الملح [ ص: 93 ] .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية