الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                وفي الفتاوى العمد لو قال اقتديت بهذا الشاب فإذا هو شيخ لم يصح ولو قال اقتديت بهذا الشيخ 245 - فإذا هو شاب صح 246 - لأن الشاب يدعى شيخا لعلمه بخلاف عكسه .

                [ ص: 130 ] والإشارة هنا لا تكفي لأنها لم تكن إشارة إلى الإمام إنما هي إلى شاب أو شيخ فتأمل

                التالي السابق


                ( 245 ) قوله : فإذا هو شاب صح .

                قيل عليه : يخالف لما سبق فتأمله . ( 246 )

                قوله : لأن الشاب يدعى شيخا .

                قيل عليه : قد يقال ذكرتم في مواضع شتى أن التسمية تلغو مع الإشارة عند اجتماعها ، وقضية صحة الاقتداء في المسألتين وعدم النظر إلى كون الشاب يدعى شيخا دون عكسه وحينئذ لا يتجه قوله والإشارة هنا لا تكفي لأن لازم إلغاء التسمية ، كون الإشارة إلى الإمام لظهور أن كونها إلى [ ص: 130 ] الشاب أو الشيخ إنما هو بناء على عدم إلغائها ، وأنت خبير بأن المصنف رحمه الله قد صرح بإلغاء التسمية مع الإشارة في مسألة ما إذا نوى الاقتداء بهذا الإمام الذي هو زيد . ( 247 )

                قوله : والإشارة هنا لا تكفي إلخ .

                قيل عليه : هذا مخالف لما تقدم من أنه لو اقتدى بهذا القائم في المحراب الذي هو زيد فإذا هو عمرو ، والذي يظهر لي أن هذا إنما يصح لأن معنى قوله الذي هو زيد ، أي الذي ظنه زيدا ، فلا تبطل الإشارة به ويحمل ما هنا على ما إذا جزم بأنه شاب ، فقد نوى الاقتداء بغير الإمام فصار كالاقتداء بزيد فإذا هو عمرو ، أما الفرق بين هذا وعكسه بأن الشاب يدعى شيخا فبعيد ، ولعل هذا وجه التأمل .

                في البزازية زاد بعد قوله وعلى العكس : يجوز .

                وقيل لا يجوز .

                قلت ولعل وجهه أنه باعتبار ما كان أو أنه يشبه الشاب ، وهذا يرجح إرادة الظن في مقام الصحة فليتأمل .

                قال بعض الفضلاء لعل كونه يشبه الشيخ مع عدم اعتبار الإشارة فإنه لو اعتبرها لأشكل فتأمل




                الخدمات العلمية