الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 250 ] ( الثالث ) قال ابن حمدان في نهاية المبتدئين : نقول بحديث النزول مما سنده صحيح ولفظه صريح ، قال التميمي : في اعتقاد سيدنا الإمام أحمد النزول حق نقول به من غير انتقال ولا حلول في الأمكنة

وقال ابن البنا : في اعتقاد الإمام أحمد لا يقال بحركة ولا انتقال . وقال القاضي قد وصفه النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنزول إلى السماء الدنيا ، لا على جهة الانتقال والحركة ، كما جازت رؤيته تعالى ، وتجلى للجبل لا على وجه الحركة والانتقال . وقال : لا نثبت نزولا عن علو وزوال ، بل نزولا لا يعقل معناه ولا يعقل ذلك في الشاهد .

وقال ابن عقيل : ليس بنزول ولا انتقال ولا كنزولنا . وقال القاضي أيضا : إجماع الأمة أنه بائن من خلقه ، وهو على ما يثبته لنفسه في ذاته وصفاته ، ومن شبهه بخلقه كفر .

وخطأ ابن عقيل وغيره من الأئمة من قال : نزوله بحركة وانتقال ، وقال القاضي : النزول صفة ذات ، والحق أنه صفة فعل ، قال الشيخ عماد الدين الواسطي : نزوله ثابت معلوم غير مكيف بحركة وانتقال ، يليق بالمخلوق ، بل نزول كما يليق بعظمته وجلاله ، فصفاته تعالى معلومة من حيث الجملة والثبوت ، غير معقولة من حيث التكييف والتحديد ، فيكون المؤمن مبصرا بها من وجه ، أعمى من وجه ، مبصرا من حيث الإثبات والوجود ، أعمى من حيث التكييف والتحديد ، وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية