الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
تنبيهات

( أحدها ) : إذا كانت الصفة منقسمة إلى كمال ونقص ، لم تدخل بمطلقها في أسمائه - تعالى - بل يطلق عليه منها كمالها ، وهذا كالمريد والفاعل والصانع ، فإن هذه الألفاظ لا تدخل في أسمائه ، ولهذا غلط من سماه بالصانع عند الإطلاق ، بل هو الفعال لما يريد ، فإن الإرادة والفعل والصنع منقسمة ، ولهذا إنما أطلق على نفسه من ذلك أكمله فعلا وخبرا ، ثم إنه لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيدا أن يشتق له منه اسم مطلق ، كما غلط فيه بعض المتأخرين ، فجعل من [ ص: 126 ] أسمائه الحسنى المضل الفاتن الماكر ، تعالى عن قوله ، فإن هذه الأسماء لم يطلق عليه - سبحانه - منها إلا أفعال مخصوصة معينة ، فلا يجوز أن يسمى بأسمائها المطلقة . وقال السعد : فإن قيل قد وجدنا من الأوصاف ما يمتنع إطلاقه مع ورود الشرع به ، كالماكر والمستهزئ ، والمنزل والمنشئ ، والحارث والزارع ، والرامي ، أي والباني والآمر والناهي ، قلنا : لا يكفي في صحة الاجتراء على الإطلاق مجرد وقوعها في الكتاب والسنة بحسب ما اقتضاه المقام وانتساق الكلام ، بل يجب أن لا يخلو عن نوع تعظيم ورعاية أدب ، وما قبل هذا أوضح منه وأتم فائدة .

التالي السابق


الخدمات العلمية