الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 274 ] حديث : { ما ينبغي لنبي خائنة الأعين }. أبو داود والنسائي والبزار والحاكم والبيهقي ، من حديث سعد بن أبي وقاص في قصة الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم يوم فتح مكة ، وفيه : { أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح منهم ، وأن عثمان استأمن له النبي صلى الله عليه وسلم ، فأبى أن يبايعه ثلاثا ثم بايعه ، ثم قال لأصحابه : أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا ، حيث رآني كففت يدي عنه فيقتله . قالوا : وما يدرينا ما في نفسك يا رسول الله هلا أومأت إلينا بعينك ، قال : إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين }. إسناده صالح .

وروى أبو داود والترمذي والبيهقي من طريق أخرى عن أنس قال : { غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمل علينا المشركون حتى رأينا خيلنا وراء ظهورنا ، وفي القوم رجل يحمل علينا فيدقنا ويحطمنا ، فهزمهم الله ، فقال رجل : إن علي نذرا إن جاء الله بالرجل أن أضرب عنقه ، فجاء الرجل ثانيا ، فأمسك رسول الله لا يبايعه ، فجعل الرجل الذي حلف يتصدى له ويهابه أن يقتل الرجل ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يصنع شيئا بايعه ، فقال الرجل : نذري : فقال : إني لم أمسك عنه منذ اليوم إلا لتوفي بنذرك ، فقال : يا رسول الله ، ألا أومضت إلي ، فقال : إنه ليس لنبي أن يومض }

[ ص: 275 ] وروى ابن سعد من طريق علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب قال : { أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل ابن أبي سرح ، وابن الزبعري ، وابن خطل }. فذكر القصة قال : { وكان رجل من الأنصار نذر إن رأى ابن أبي سرح أن يقتله ، فذكر قصة استيمان عثمان له ، وكان أخاه من الرضاعة ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصاري : هلا وفيت بنذرك ؟ قال : يا رسول الله استنظرتك فلم تومض لي ، فقال : الإيماء خيانة ، وليس لنبي أن يومئ }.

( فائدة ) :

حكى سبط بن الجوزي في مرآة الزمان ، أن الأنصاري عباد بن بشر .

التالي السابق


الخدمات العلمية