الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1695 - ( 9 ) - حديث عائشة : { أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم من سفر ، وقد سترت على صفة لها سترا فيه الخيل ذوات الأجنحة فأمر بنزعها }. وفي رواية قطعنا منه وسادة أو وسادتين ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرتفق بهما ، أما اللفظ الأول : فأخرجه البخاري بلفظ : { وقد سترت على بابي درنوكا }. [ ص: 399 ] وأما الثاني : فهو متفق عليه بألفاظ منها : { قدم من سفر وقد سترت بسهوة لي بقرام فيه تماثيل ، فلما رآه هتكه وتلون وجهه ، وقال : يا عائشة أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله . قالت عائشة : فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين }وفي رواية لمسلم : { خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فأخذت نمطا فسترته على الباب ، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ذلك النمط ، فرأيت الكراهية في وجهه ، فجذبه حتى هتكه أو فقطعه ، وقال : إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين قالت : فقطعنا منه وسادتين ، وحشوتهما ليفا ، فلم يعب ذلك علي }. وفي لفظ { : فأخذتها فجعلتها مرفقتين ، فكان يرتفق عليهما في البيت }. وفي رواية للبخاري : { فكانتا في البيت يجلس عليهما }.

( تنبيه ) :

ورد قولها : الخيل ذوات الأجنحة في حديث آخر لعائشة أيضا : أنها كانت تلعب بذلك وهي شابة ، لما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قدومه من غزاة ، أخرجه أبو داود والنسائي والبيهقي .

1696 - ( 10 ) - حديث أبي هريرة : { أن جبريل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف صوته وهو خارج ، فقال : ادخل فقال : إن في [ ص: 400 ] البيت سترا فيه تماثيل ، فاقطعوا رءوسها واجعلوه بسطا أو وسائد }. البيهقي من طريقه وزاد في آخره : { فأوطئوه فإنا لا ندخل بيتا فيه تصاوير }. ورواه ابن حبان في صحيحه بلفظ : { إنا لا ندخل بيتا فيه تماثيل ، فإن كنت لا بد جاعلا في بيتك فاقطع رءوسها واجعلها وسائد أو اجعلها بسطا }.

وروى نحوه أبو داود والنسائي والترمذي وابن حبان بسياق آخر ، ورواه مسلم مختصرا جدا : { لا تدخل الملائكة بيتا فيه تصاوير أو تماثيل }. ولم يذكر من القصة شيئا .

( فائدة ) :

أدعى ابن حبان أن عدم دخول الملائكة مختص ببيت يوحى فيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما غيره فإن الحافظين لا يفارقان العبد ، وأطال في ذلك ، ويشبه أن يستدل له بما رواه البخاري من طريق بسر بن سعيد ، عن زيد بن خالد الجهني ، عن أبي طلحة مرفوعا : { إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة }. قال بسر : ثم اشتكى زيد فعدناه فإذا على بابه ستر فيه صور ، قال بسر : فقلت لعبيد الله الخولاني : ألم يخبرنا زيد عن الصور يوم الأول ؟ قال عبيد الله : ألم تسمعه قال : إلا رقما في ثوب ؟ قال : لا ، قال : بلى ، قد ذكر ذلك .

1697 - ( 11 ) - حديث ابن عباس : أنه لما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { من صور صورة عذب ، وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ }. أتاه رجل مصور ، فقال : ما أعرف صنعة غيرها ، فقال ابن عباس : { إن لم يكن لك [ ص: 401 ] بد ، فصور الأشجار }. متفق عليه من حديث سعيد بن أبي الحسن قال : { جاء رجل إلى ابن عباس فقال : إني رجل أصور هذه الصور ، فأفتني فيها ، فقال . ادن مني ، فدنا حتى وضع يده على رأسه ، فقال : أنبئك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كل مصور في النار ، يجعل له بكل صورة صورها نفس ، فيعذبه في جهنم ، فإن كنت لا بد فاعلا ، فاصنع الشجر وما لا نفس له }ورواه مسلم من حديث النضر بن أنس ، عن ابن عباس نحوه .

1698 - ( 12 ) - قوله : وفي نسج الثياب المصورة وجهان ، ثانيهما المنع تمسكا بما ورد في الخبر من لعن المصورين ، البخاري عن أبي جحيفة : { لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم : الواشمة ، والمؤتشمة ، وآكل الربا ، وموكله ، ونهى عن ثمن الكلب ، وكسب البغي ، ولعن المصورين }

التالي السابق


الخدمات العلمية