الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1849 - ( 6 ) - حديث { أبي بن كعب : أنه علم رجلا القرآن أو شيئا منه ، فأهدى له قوسا ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إن أخذتها أخذت قوسا من النار }. احتج به القاضي الحسين : على أنه إذا سلم النفقة عن ظن الحمل فبان خلافه أن له الرجوع ، والحديث رواه ابن ماجه والروياني في مسنده ، والبيهقي كلهم من رواية عبد الرحمن بن سلم ، عن عطية الكلاعي ، عن أبي بن كعب ، قال البيهقي ، وابن عبد البر : هو منقطع ، يعني : بين عطية ، وأبي .

وقال المزي : أرسل عن أبي ، وكأنه تبع في ذلك البيهقي ، وإلا فقد قال أبو مسهر : إن عطية ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فكيف لا يلحق أبيا ، وأعله ابن القطان وابن الجوزي بالجهل بحال عبد الرحمن ، وله طرق عن أبي ، قال ابن القطان : لا يثبت منها شيء ، وفيما قال نظر ، وذكر المزي في الأطراف له طرقا ، منها ما بين أن الذي أقرأه أبي ، هو الطفيل بن عمرو .

وفي الباب عن عبادة بن الصامت ، رواه [ ص: 14 ] أحمد وأبو داود وابن ماجه من حديث مغيرة بن زياد ، عن عبادة بن نسي ، عن الأسود بن ثعلبة ، عنه ، قال : { علمت أناسا من أهل الصفة الكتابة والقرآن ، فأهدى إلي رجل منهم قوسا . . . }الحديث . ومغيرة مختلف فيه ، واستنكر أحمد حديثه ، وتناقض الحاكم فصحح حديثه في المستدرك واتهمه به في موضع آخر ، فقال : يقال : إنه حدث عن عبادة بن نسي بحديث موضوع ، وعن الأسود بن ثعلبة ; قال ابن المديني في كلامه على هذا الحديث : إسناده معروف ; إلا الأسود فإنه لا يحفظ عنه إلا هذا الحديث . كذا قال مع أن له حديثا آخر من روايته عن عبادة بن الصامت أيضا ، رواه أبو الشيخ في كتاب ثواب الأعمال ، وثالث أخرجه الحاكم في النساء تظهر ، ورابع أخرجه البزار في الفتن ، كلاهما من حديث معاذ بن جبل ، ولم ينفرد به عن عبادة ، بل تابعه جنادة بن أبي أمية ، رواه أبو داود والحاكم والبيهقي ، لكن قال البيهقي : اختلف فيه على عبادة ، فقيل : عنه ، عن الأسود بن ثعلبة ، وقيل : عنه ، عن جنادة ، ورواه الدارمي بسند على شرط مسلم من حديث أبي الدرداء ، لكن شيخه عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل لم يخرج له مسلم ، وقال فيه أبو حاتم : ما به بأس ، وقال دحيم : حديث أبي الدرداء في هذا ليس له أصل .

التالي السابق


الخدمات العلمية