الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
203 - ( 7 ) - حديث حذيفة { فضلنا على الناس بثلاث : جعلت لنا الأرض مسجدا ، وجعل ترابها لنا طهورا } مسلم من حديث أبي مالك الأشجعي ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة بلفظ : { فضلنا على الناس بثلاث : جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة ، وجعلت لنا الأرض مسجدا ، وجعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء }وذكر خصلة أخرى . كذا لفظ مسلم ، والخصلة التي أبهمها قد أخرجها أبو بكر بن أبي شيبة وهو شيخه فيه في مسنده ، ورواها ابن خزيمة ، وابن حبان في صحيحيهما من هذا الوجه ، وفيه { وأعطيت هؤلاء الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش ، لم يعطه أحد قبلي ، ولا يعطى أحد بعدي }فهذه هي الخصلة التي لم يذكرها مسلم ، ولم أره في شيء من طرق حديث حذيفة بلفظ : { جعل ترابها } ، وإنما عند جميع من أخرجه : تربتها " .

قلت : كذا في الأصل ، وقد رواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن أبي عوانة ، عن أبي مالك بلفظ : { وترابها طهورا }وكذا أخرجه أبو عوانة في صحيحه [ ص: 263 ] والدارقطني من طريق سعيد بن مسلمة ، عن أبي مالك ، والبيهقي من طريق عفان ، وأبي كامل ، كلاهما عن أبي عوانة كذلك ، وهذا اللفظ ثابت أيضا من رواية علي . أخرجه أحمد والبيهقي ولفظه عندهما : { أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء فقلنا : ما هو يا رسول الله ؟ قال : نصرت بالرعب ، وأعطيت مفاتيح الأرض ، وسميت أحمد ، وجعل لي التراب طهورا ، وجعلت أمتي خير الأمم }وأصل حديث الباب في الصحيحين من حديث جابر : { أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي - فعد منها - وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا }وعن أبي هريرة عند مسلم بلفظ { : فضلت على الأنبياء بست }فذكر أربعا مما في حديث جابر ، وزاد : { وأعطيت جوامع الكلم ، وختم بي النبيون }وحذف الخامسة مما في حديث جابر ، وهي : { وأعطيت الشفاعة }وعن عوف بن مالك عند ابن حبان فذكر أربعا مما في حديث جابر بمعناه ، ولم يذكر الشفاعة ، بل قال بدلها : { وسألت ربي الخامسة ، سألته ألا يلقاه عبد من أمتي يوحده إلا أدخله الجنة فأعطانيها }وعن أبي ذر عند أبي داود بلفظ : { جعلت لي الأرض طهورا ومسجدا }حسب ، وعن أنس عند ابن الجارود بلفظ : { وجعلت لي كل أرض طيبة مسجدا وطهورا } ، حسب ، وليس في رواية أحد [ ص: 264 ] منهم ذكر التراب ، وفي الثقفيات عن أبي أمامة ، نحو الأربع المذكورة وإسناده صحيح ، وأصله عند البيهقي .

التالي السابق


الخدمات العلمية