الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 302 ] قوله : وقد روي عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل له : كيف كنتم تقاتلون العدو ؟ . فقال : إذا كانوا على مائتين وخمسين ذراعا ، قاتلناهم بالسهام ثم بالحجارة ، وإذا كانوا على أقل من ذلك ، قاتلناهم بالسيف . الطبراني وأبو نعيم في المعرفة من طريق حسين السائب بن أبي لبابة ، عن أبيه قال : { لما كان ليلة بدر ، قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن معه : كيف تقاتلون ؟ . فقام عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح فأخذ القوس ، وأخذ النبل ، فقال : أي رسول الله ، إذا كان القوم قريبا من مائتي ذراع أو نحو ذلك ، كان الرمي بالقسي ، وإذا دنا القوم حتى تنالهم الحجارة ، كانت المراضخة ، فإذا دنوا حتى تنالهم الرماح ، كانت المداعسة حتى تتقصف الرماح ، ثم كانت المجالدة بالسيوف فقال صلى الله عليه وسلم : بهذا أنزلت الحرب ، من قاتل فليقاتل قتال عاصم }. السياق لأبي نعيم .

2489 - قوله : رووا أنه لم يرم إلى أربعمائة إلا عقبة بن عامر . لم أر هذا .

2490 - ( 13 ) - حديث : { ما بين الهدفين روضة من رياض الجنة }. لم أجده هكذا إلا عند صاحب مسند الفردوس من جهة ابن أبي الدنيا بإسناده ، عن مكحول ، عن أبي هريرة رفعه : { تعلموا الرمي ، فإن ما بين الهدفين روضة من رياض الجنة }. وإسناده ضعيف مع انقطاعه .

وروى البيهقي من حديث جابر بلفظ : { وجبت محبتي على من مشى بين الغرضين }.

وفي سنن سعيد بن منصور عن إبراهيم بن يزيد التيمي ، عن أبيه قال : { رأيت حذيفة بالمدائن يشتد بين الهدفين }. وروى الطبراني في فضل الرمي من طريق سعيد بن المسيب عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من مشى بين الغرضين كان له بكل خطوة حسنة }.

2491 - ( 14 ) - حديث : { أنه صلى الله عليه وسلم مر بحزبين من الأنصار يتناضلون فقال : أنا من الحزب الذي فيه ابن الأدرع }. لم أره هكذا ، [ ص: 303 ] وإنما هذا حديث سلمة بن الأكوع { أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على ناس من أسلم يتناضلون ، فقال : ارموا وأنا مع ابن الأدرع }الحديث ، وفيه : { ارموا وأنا معكم كلكم }. وقد تقدم ، وهو متفق عليه .

وفي رواية للحاكم والبيهقي : { ولقد رموا عامة يومهم ، ثم تفرقوا على السواء ، ما نضل بعضهم بعضا }.

ورواه الحاكم أيضا من حديث ابن عباس ، ورواه هو وابن حبان من حديث أبي هريرة بلفظ : { خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقوم من أسلم يرمون ، فقال : ارموا بني إسماعيل ، فإن أباكم كان راميا ، ارموا وأنا مع ابن الأدرع فأمسك القوم ، فقالوا : يا رسول الله من كنت معه غلب ، قال : ارموا وأنا معكم كلكم }.

( فائدة ) :

اسم ابن الأدرع محجن ، سماه ابن أبي خيثمة في روايته من طريق ابن إسحاق ، عن سفيان بن فروة الأسلمي ، عن أشياخ من قومه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : { مر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتناضل ، فينا محجن بن الأدرع }. الحديث ، وليس في طريق من طرقهم أنهم من الأنصار .

التالي السابق


الخدمات العلمية