الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
305 - ( 22 ) - حديث : روي أنه صلى الله عليه وسلم قال { الأئمة ضمناء ، والمؤذنون أمناء فأرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين } الشافعي عن إبراهيم بن أبي يحيى عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة بهذا ، ورواه ابن حبان من حديث الدراوردي عن سهيل به ، وعن سفيان ، عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة يبلغ به بلفظ : { الإمام ضامن }الحديث . ورواه ابن خزيمة من طريق عبد الرحمن بن إسحاق ، ومحمد بن عمارة عن سهيل به ; وقال أحمد في مسنده : ثنا قتيبة ، ثنا عبد العزيز عن سهيل مثله ، قال ابن عبد الهادي : أخرج مسلم بهذا الإسناد نحوا من أربعة عشر [ ص: 370 ] حديثا ، ورواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن حبان من حديث الأعمش عن أبي صالح ، عن أبي هريرة بلفظ : { الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن }الحديث . وفي رواية لأبي داود عن الأعمش نبئت عن أبي صالح ولا أراني إلا قد سمعته منه وعلق الترمذي مثلها دون قوله : ولا أراني . . . إلى آخره ، قال : ورواه نافع بن سليمان عن محمد بن أبي صالح عن أبيه عن عائشة ، قال : سمعت أبا زرعة يقول : حديث أبي صالح عن أبي هريرة أصح من حديث أبي صالح ، عن عائشة . وقال محمد : عكسه ، وذكر عن علي بن المديني أنه لم يثبت واحدا منهما . وقال أحمد : ليس لحديث الأعمش أصل . وقال ابن المديني : لم يسمع سهيل هذا الحديث من أبيه ، إنما سمعه من الأعمش ، ولم يسمعه الأعمش من أبي صالح بيقين ، لأنه يقول فيه : نبئت عن أبي صالح ، وكذا قال البيهقي في المعرفة . وقال الدارقطني في العلل : رواه سليمان بن بلال ، وروح بن القاسم ، ومحمد بن جعفر وغيرهم عن سهيل عن الأعمش قال : وقال أبو بدر عن الأعمش : حدثت عن أبي صالح وقال ابن فضيل : عنه عن رجل عن أبي صالح . [ ص: 371 ] وقال عباس عن ابن معين : قال الثوري : لم يسمع الأعمش هذا الحديث من أبي صالح ، ورجح العقيلي ، والدارقطني طريق أبي صالح عن أبي هريرة ، على طريق أبي صالح عن عائشة . كما نقل الترمذي عن أبي زرعة ، وصححهما ابن حبان جميعا ثم قال : قد سمع أبو صالح هذين الخبرين من عائشة وأبي هريرة جميعا ، ومن الاختلاف على الأعمش فيه ما رواه إبراهيم بن طهمان عنه عن مجاهد عن ابن عمر أخرجه أبو العباس السراج من طريقه ، وصححه الضياء في المختارة . وفي الباب : عن أبي أمامة عند أحمد ، وعن جابر في العلل لابن الجوزي .

( تنبيه ) روى البزار هذا الحديث من رواية أبي حمزة السكري عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة فزاد فيه : { قالوا : يا رسول الله ، لقد تركتنا نتنافس في الأذان بعدك ، فقال : إنه يكون بعدكم قوم سفلتهم مؤذنوهم }قال الدارقطني : هذه الزيادة ليست بمحفوظة ، فأشار ابن القطان إلى أن البزار هو المنفرد بها وليس كذلك ، فقد جزم ابن عدي بأنها من أفراد أبي حمزة ، وكذا قال الخليلي وابن عبد البر ، وأخرجه البيهقي من غير طريق البزار فبرئ من عهدتها ، وأخرجها ابن عدي في ترجمة عيسى بن عبد الله عن يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش واتهم بها عيسى ، وقال : إنما تعرف هذه الزيادة بأبي حمزة ، قال ابن القطان : أبو حمزة ثقة ولا عيب للإسناد إلا ما ذكر من الانقطاع .

( فائدة ) : هذا الحديث ذكره الرافعي مستدلا به على أفضلية الأذان . وفي الباب عن معاوية عند مسلم : { المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم [ ص: 372 ] القيامة } ، وفيه عن ابن الزبير ، وأبي هريرة بألفاظ مختلفة ، وقال ابن أبي داود سمعت أبي يقول : معناه أن الناس يعطشون يوم القيامة ، فإذا عطش الإنسان انطوت عنقه ، والمؤذنون لا يعطشون ، فأعناقهم قائمة . وفي صحيح ابن حبان من حديث أبي هريرة : { يعرفون بطول أعناقهم يوم القيامة }زاد السراج : لقولهم : لا إله إلا الله . وفيه عن ابن أبي أوفى : { إن خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم والأهلة لذكر الله }صححه الحاكم ، وحديث أبي سعيد : { لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس إلا شهد له يوم القيامة }رواه البخاري ، وفي حديث أنس : { إذا أذن في قرية آمنها الله من عذابه ذلك اليوم }رواه الطبراني .

التالي السابق


الخدمات العلمية