الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
328 - ( 7 ) - حديث ابن عمر : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة }متفق عليه بزيادة : وإذا كبر للركوع ، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك ، فقال : { سمع الله لمن حمده } ، زاد البيهقي { : فما زالت تلك صلاته حتى لقي الله }. وفي رواية للبخاري : { ولا يفعل ذلك حين يسجد ، ولا حين يرفع رأسه من السجود }. قال ابن المديني في حديث الزهري عن سالم عن أبيه : هذا الحديث عندي حجة على الخلق ، كل من سمعه فعليه أن يعمل به ، لأنه ليس في إسناده شيء .

329 - ( 8 ) - حديث وائل بن حجر : { أنه صلى الله عليه وسلم لما كبر رفع [ ص: 394 ] يديه حذو منكبيه }. الشافعي وأحمد من رواية عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل به . قوله : { روي أنه صلى الله عليه وسلم رفع يديه إلى شحمة أذنيه }رواه أبو داود والنسائي وابن حبان من حديث وائل أيضا ولفظه : { يرفع إبهاميه إلى شحمة أذنيه }. وللنسائي : { حتى تكاد إبهاماه تحاذي شحمة أذنيه }. وفي رواية لأبي داود : { وحاذى بإبهاميه أذنيه }. وفي المستدرك والدارقطني من طريق عاصم الأحول عن أنس ، قال : { رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم كبر فحاذى بإبهاميه أذنيه ، ثم ركع حتى استقر كل مفصل منه . . . }الحديث ، ومن طريق حميد عن أنس : { كان إذا افتتح الصلاة كبر ، ثم يرفع يديه حتى يحاذي بإبهاميه أذنيه }. قوله : { يرفع غير مكبر ، ثم يبتدئ التكبير مع ابتداء الإرسال وينتهي مع انتهائه }. روي ذلك عن أبي حميد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، رواه البخاري والأربعة ، ولفظ أبي داود : { كان إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى [ ص: 395 ] يحاذي بهما منكبيه ، ثم كبر حتى يقر كل عضو في موضعه معتدلا }. قوله : وقيل : يبتدئ بالرفع مع ابتداء التكبير ، يروى ذلك عن وائل بن حجر . هو ظاهر سياق رواية أحمد بن حنبل وأبي داود حيث قالا : عن وائل : أنه { رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه مع التكبير } ، وللبيهقي من وجه آخر ، عن عبد الرحمن بن عامر اليحصبي عن وائل ، قال : { صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كبر رفع يديه مع التكبير }. قوله : وقيل : - يرفع غير مكبر ، ثم يكبر ويداه قارتان ، ثم يرسلهما ، فيكون التكبير بين الرفع والإرسال ، روي ذلك عن ابن عمر . لم أره من حديث ابن عمر بهذه الكيفية ، لكن لفظ رواية أبي داود { إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يكونا حذو منكبيه ، ثم يكبر وهما كذلك }. وفي الباب عن مالك بن الحويرث متفق عليه ، وعن علي ، رواه أبو داود والترمذي ، وصححه أحمد فيما حكاه الخلال ، وعن محمد بن عمرو بن عطاء أنه سمع أبا حميد في عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحدهم أبو قتادة ، يقول : { أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : فاعرض ، فقال : كان إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما ، ورفع يديه [ ص: 396 ] حتى يحاذي بهما منكبيه }رواه أبو داود والترمذي وصححه ، وعن أنس : { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا دخل في الصلاة ، وإذا ركع ، وإذا رفع رأسه من الركوع }رواه ابن خزيمة في صحيحه هكذا ، ورواه البخاري في جزئه وابن ماجه والبيهقي ، وعن جابر نحوه ، رواه الحاكم ، وقال : لم نكتبه من حديث سفيان عن أبي الزبير عنه ; إلا من حديث شيخنا أبي العباس المحبوبي ، وهو ثقة مأمون ، وإنما نعرفه من حديث إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير ، انتهى . ومن حديث إبراهيم أخرجه ابن ماجه ، وصححه البيهقي ، وعن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - : { أنه كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة ، وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع }. وقال : صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر مثله . رواه البيهقي ، ورجاله ثقات ، وعن عمر نحوه رواه الدارقطني في غرائب مالك والبيهقي ، وقال الحاكم : إنه محفوظ ، وعن أبي هريرة قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر للصلاة جعل يديه حذاء منكبيه ، وإذا ركع فعل مثل ذلك ، وإذا وقع للسجود فعل مثل ذلك ، وإذا قام من الركعتين فعل مثل ذلك }رواه أبو داود ورجاله رجال الصحيح ، وقال الدارقطني في العلل : روى [ ص: 397 ] عمرو بن علي عن ابن أبي عدي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن { أبي هريرة أنه كان يرفع يديه في كل خفض ورفع ، ويقول : أنا أشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم } ، وعن أبي موسى قال : { أريكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكبر ورفع يديه ، ثم كبر ورفع يديه للركوع ، ثم قال : سمع الله لمن حمده ، ورفع يديه ، ثم قال : هكذا فاصنعوا ، ولا يرفع بين السجدتين }رواه الدارقطني ، ورجاله ثقات ، وعن عبد الله بن الزبير : { أنه صلى بهم يشير بكفيه حين يقوم ، وحين يركع ، وحين يسجد ، وحين ينهض ، فقال ابن عباس : من أحب أن ينظر إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فليقتد بابن الزبير }وعن طاوس عن ابن عباس في الرفع رواه أبو داود والنسائي ، وعن عبيد بن عمير عن أبيه ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه مع كل تكبيرة في الصلاة المكتوبة }. رواه ابن ماجه ، وعن البراء بن عازب ، قال : { رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه ، وإذا أراد أن يركع ، وإذا رفع من الركوع }رواه الحاكم والبيهقي وعن [ ص: 398 ] حميد بن هلال ، قال : حدثني من سمع الأعرابي يقول : { رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيرفع . . . } ، رواه أبو نعيم في الصلاة .

وروى مالك في الموطأ عن سليمان بن يسار مرسلا مثله .

وروى عبد الرزاق في مصنفه عن الحسن مرسلا مثله ، وقال الشافعي : روى الرفع جمع من الصحابة ، لعله لم يرو قط حديث بعدد أكثر منهم ، وقال ابن المنذر : لم يختلف أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه . وقال البخاري في جزء رفع اليدين : روى الرفع سبعة عشر نفسا من الصحابة ، وسرد البيهقي في السنن وفي الخلافيات أسماء من روى الرفع عن نحو من ثلاثين صحابيا وقال : سمعت الحاكم يقول : اتفق على رواية هذه السنة العشرة المشهود لهم بالجنة ، ومن بعدهم من أكابر الصحابة . قال البيهقي : وهو كما قال . وروى ابن عساكر في تاريخه من طريق أبي سلمة الأعرج ، قال : أدركت الناس كلهم يرفع يديه عند كل خفض ورفع .

وقال البخاري في الجزء المشهور : قال الحسن وحميد بن هلال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أيديهم ، ولم يستثن أحدا منهم . قال البخاري : ولم يثبت عن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يرفع يديه . وروى الإمام أحمد بسنده عن نافع عن ابن عمر : أنه كان إذا رأى مصليا لا يرفع حصبه . ورواه البخاري في جزئه بلفظ : رماه بالحصى . وقال عبد الله بن أحمد : سمعت أبي يقول : يروى عن عقبة بن عامر { أنه قال فيمن رفع يديه في الصلاة : له بكل إشارة عشر حسنات }وروى ابن عبد البر عن عمر بن عبد العزيز : أنه قال : إن كنا لنؤدب عليها ، يعني - على ترك الرفع - وقال محمد بن سيرين : هو تمام الصلاة ، رواه الأثرم ، وقال سعيد بن جبير : هو [ ص: 399 ] شيء يزين به الرجل صلاته رواه البيهقي . وعن النعمان بن أبي عياش مثله ، رواه الأثرم ، وقال عبد الرزاق : أخذت ذلك عن ابن جريج ، وأخذه ابن جريج عن عطاء ، وأخذه عطاء عن ابن الزبير ، وأخذه ابن الزبير عن أبي بكر ، وأخذه أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم .

[ ص: 400 ] فصل فيما عارض ذلك . حديث في ذلك عن جابر بن سمرة ، قال : { خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس ؟ اسكنوا في الصلاة }رواه مسلم ، ولا دليل فيه على منع الرفع على الهيئة المخصوصة في الموضع المخصوص ، وهو الركوع والرفع منه ، لأنه مختصر من حديث طويل ، وبيان ذلك أن مسلما رواه أيضا من حديث جابر بن سمرة ، قال : { كنا إذا صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، قلنا : السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله ، وأشار بيديه إلى الجانبين فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم : علام تومئون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس ؟ إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم على أخيه من عن يمينه ، ومن عن شماله }. وفي رواية : { إذا سلم أحدكم فليلتفت إلى صاحبه ولا يومئ بيديه }وقال ابن حبان : ذكر الخبر المتقصي للقصة المختصرة المتقدمة ، بأن القوم إنما أمروا بالسكون في الصلاة عند الإشارة بالتسليم ، دون الرفع الثابت عند الركوع ثم رواه كنحو رواية مسلم .

قال البخاري : من احتج بحديث جابر بن سمرة على منع الرفع عند الركوع ، فليس له حظ من العلم ، هذا مشهور لا خلاف فيه ، إنه إنما كان في حال التشهد . حديث آخر : عن البراء بن عازب : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم { إذا افتتح الصلاة رفع يديه إلى قريب من أذنيه ، ثم لم يعد }. رواه أبو داود والدارقطني ، وهو من رواية يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عنه ، واتفق الحفاظ على أن قوله : " ثم لم يعد " مدرج في الخبر من قول يزيد بن أبي زياد . ورواه عنه بدونها شعبة ، والثوري ، وخالد الطحان ، وزهير ، وغيرهم من [ ص: 401 ] الحفاظ . وقال الحميدي : إنما روى هذه الزيادة يزيد ، ويزيد يزيد ، وقال عثمان الدارمي عن أحمد بن حنبل : لا يصح ، وكذا ضعفه البخاري وأحمد ويحيى والدارمي والحميدي وغير واحد . وقال يحيى بن محمد بن يحيى : سمعت أحمد بن حنبل يقول : هذا حديث واه ، قد كان يزيد يحدث به برهة من دهره لا يقول فيه ثم لا يعود ، فلما لقنوه تلقن ، فكان يذكرها . وقال البيهقي : رواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، واختلف عليه ، فقيل : عن أخيه عيسى عن أبيهما ، .

وقيل : عن الحكم ، عن ابن أبي ليلى ، وقيل : عن زيد بن أبي زياد ، قال عثمان الدارمي : لم يروه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أحد أقوى من يزيد بن أبي زياد ، وقال البزار : لا يصح قوله في الحديث : " ثم لا يعود " . روى الدارقطني من طريق علي بن عاصم عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن يزيد بن أبي زياد ، هذا الحديث . قال علي بن عاصم : فقدمت الكوفة فلقيت يزيد بن أبي زياد ، فحدثني به ، وليس فيه : " ثم لا يعود " ، فقلت له : إن ابن أبي ليلى حدثني عنك وفيه : " ثم لا يعود " قال : لا أحفظ هذا . وقال ابن حزم : حديث يزيد إن صح ; دل على أنه صلى الله عليه وسلم فعل ذلك لبيان الجواز ، فلا تعارض بينه وبين حديث ابن عمرو وغيره . حديث آخر : عن عبد الله بن مسعود ، قال { : لأصلين بكم صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى ، فلم يرفع يديه إلا مرة واحدة }.

رواه أحمد وأبو داود والترمذي ، من حديث عاصم بن كليب ، عن [ ص: 402 ] عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة ، عن ابن مسعود ، به ، ورواه ابن عدي والدارقطني والبيهقي من حديث محمد بن جابر عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود : { صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فلم يرفعوا أيديهم إلا عند استفتاح الصلاة }. وهذا الحديث حسنه الترمذي وصححه ابن حزم ، وقال ابن المبارك : لم يثبت عندي . وقال ابن أبي حاتم عن أبيه : قال : هذا حديث خطأ ، وقال أحمد بن حنبل وشيخه يحيى بن آدم : هو ضعيف ، نقله البخاري عنهما وتابعهما على ذلك ، وقال أبو داود : ليس هو بصحيح ، وقال الدارقطني : لم يثبت . وقال ابن حبان في الصلاة : هذا أحسن خبر روي لأهل الكوفة في نفي رفع اليدين في الصلاة عند الركوع ، وعند الرفع منه ، وهو في الحقيقة أضعف شيء يعول عليه ، لأن له عللا تبطله ، وهؤلاء الأئمة إنما طعنوا كلهم في طريق عاصم بن كليب الأولى ، أما طريق محمد بن جابر فذكرها ابن الجوزي في الموضوعات وقال عن أحمد : محمد بن جابر لا شيء ولا يحدث عنه إلا من هو شر منه . قلت : وقد بينت في المدرج حال هذا الخبر بأوضح من هذا .

وفي الباب عن ابن عمر : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إذا افتتح الصلاة ثم لا يعود }رواه البيهقي في الخلافيات وهو مقلوب موضوع ، وعن أنس : { من رفع يديه في الصلاة فلا صلاة له }. رواه الحاكم في المدخل ، وقال : إنه موضوع . وعن أبي هريرة مثله رواه ابن الجوزي في الموضوعات ، وسبقه بذلك الجوزجاني . وعن ابن عباس : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه كلما ركع ، وكلما رفع ، ثم صار إلى افتتاح الصلاة ، وترك [ ص: 403 ] ما سوى ذلك }قال ابن الجوزي بعد أن حكاه في التحقيق : هذا الحديث لا أصل له ، ولا يعرف من رواه ، والصحيح عن ابن عباس خلافه ، وعن ابن الزبير نحوه ، قال ابن الجوزي : لا أصل له ، ولا يعرف من رواه ، والصحيح عن ابن الزبير خلافه ، وقال ابن الجوزي : وما أبلد من يحتج بهذه الأحاديث ليعارض بها الأحاديث الثابتة .

330 - ( 1 ) - حديث أبي حميد الساعدي في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم أبو داود والترمذي ، وابن ماجه ، وابن حبان ، من حديث عبد الحميد بن جعفر عن محمد بن عمرو بن عطاء : سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، منهم أبو قتادة ، { قال أبو حميد : أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالوا : فلم ؟ فوالله ما كنت بأكثرنا له تبعة ، ولا أقدمنا له صحبة قال : بلى ، قالوا : فاعرض قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام للصلاة يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ، ثم يكبر حتى يقر كل عظم موضعه . . . }الحديث بطوله ، وأعله الطحاوي بأن محمد بن عمرو لم يدرك أبا قتادة . قال ويزيد ذلك بيانا أن عطاف بن خالد رواه عن محمد بن عمرو ; قال : حدثني رجل أنه وجد عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوسا . وقال ابن حبان : سمع هذا الحديث محمد بن عمرو من أبي حميد ، وسمعه من عباس بن سهل بن سعد عن أبيه ، فالطريقان محفوظان .

قلت : السياق يأبى ذلك كل الإباء ، والتحقيق عندي : أن محمد بن عمرو الذي رواه عطاف بن خالد عنه ، هو محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني وهو لم يلق أبا قتادة ، ولا قارب ذلك ، إنما يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وغيره من كبار التابعين ، وأما محمد بن عمرو الذي رواه عبد الحميد بن جعفر عنه ، فهو محمد بن عمرو بن عطاء ، تابعي كبير ، جزم البخاري بأنه سمع من أبي حميد [ ص: 404 ] وغيره ، وأخرج الحديث من طريقه ، وللحديث طريق عن أبي حميد سمي في بعضها من العشرة محمد بن مسلمة ، وأبو أسيد ، وسهل بن سعد ، وهذه رواية ابن ماجه من حديث عباس بن سهل بن سعد عن أبيه ، ورواها ابن خزيمة من طرق أيضا .

التالي السابق


الخدمات العلمية