الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 515 ] حديث : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بأذن ابن العباس وهو في الصلاة فأداره من يساره إلى يمينه }متفق عليه من حديث ابن عباس مطولا

458 - ( 29 ) - حديث : { دخل أبو بكرة المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم في الركوع ، فركع خشية أن يفوته الركوع ، ثم خطا خطوة ، فلما فرغ قال النبي صلى الله عليه وسلم : زادك الله حرصا ولا تعد } أحمد ، والبخاري ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن حبان من حديث أبي بكرة ، وألفاظهم مختلفة ، وليس عندهم تقييده بالخطوة .

( تنبيه ) اختلف في معنى قوله : { ولا تعد }فقيل : نهاه عن العود إلى الإحرام خارج الصف ، وأنكر هذا ابن حبان ; وقال : أراد لا تعد في إبطاء المجيء إلى الصلاة ، وقال ابن القطان الفاسي تبعا للمهلب بن أبي صفرة : معناه لا تعد إلى دخولك في الصف وأنت راكع ، فإنها كمشية البهائم ، ويؤيده رواية حماد بن سلمة في مصنفه عن الأعلم ، عن الحسن ، عن أبي بكرة { أنه دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وقد ركع ، فركع ثم دخل الصف وهو راكع ، فلما انصرف [ ص: 516 ] النبي صلى الله عليه وسلم قال : أيكم دخل في الصف وهو راكع ؟ فقال له أبو بكرة : أنا ، فقال : زادك الله حرصا ولا تعد }وقال غيره : بل معناه لا تعد إلى إتيان الصلاة مسرعا ، واحتج بما رواه ابن السكن في صحيحه بلفظ : { أقيمت الصلاة فانطلقت أسعى حتى دخلت في الصف ، فلما قضى الصلاة قال : من الساعي آنفا ؟ قال أبو بكرة : فقلت أنا ، فقال : زادك الله حرصا ولا تعد }.

( فائدة ) : روى الطبراني في الأوسط من حديث ابن الزبير ما يعارض هذا الحديث ، فأخرج من حديث ابن وهب ، عن ابن جريج ، عن عطاء سمع ابن الزبير على المنبر يقول : " إذا دخل أحدكم المسجد والناس ركوع فليركع حين يدخل ، ثم يدب راكعا حتى يدخل في الصف ، فإن ذلك السنة " قال عطاء : وقد رأيته يصنع ذلك وقال : تفرد به ابن وهب ولم يروه عنه غير حرملة ، ولا يروى عن ابن الزبير إلا بهذا الإسناد .

التالي السابق


الخدمات العلمية