الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 74 - 75 ] باب الأواني

39 40 - ( 2 1 ) - حديث : { أنه صلى الله عليه وسلم مر بشاة ميتة لميمونة فقال : هلا أخذتم إهابها فدبغتموه ، فانتفعتم به ، فقيل : إنها ميتة ، فقال : أيما إهاب دبغ فقد طهر }. هذا الحديث بهذا السياق لا يوجد ، بل هو ملفق من حديثين ، ففي الصحيحين من حديث ابن عباس قال : { تصدق على مولاة لميمونة بشاة فماتت فمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثل ما هنا إلى قوله : ميتة . فقال إنما حرم أكلها }لفظ مسلم ، ولم يقل البخاري في شيء من طرقه : " فدبغتموه " ولأجل هذا عزاه بعض الحفاظ ، كالبيهقي ، والضياء ، وعبد الحق ، إلى انفراد مسلم به ، نعم رواه البخاري من وجه آخر عن ابن عباس ، عن سودة ، قالت : ماتت شاة لنا فدبغنا مسكها . . . الحديث وأنكر النووي في شرح المهذب على من لم يجعله من المتفق عليه ، وفي إنكاره نظر ، ورواه النسائي وأحمد بلفظ : مر بشاة لميمونة . . . ورواه البزار لفظ : { ماتت شاة لميمونة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألا استمتعتم بإهابها ؟ فإن دباغ الأديم طهوره }وسيأتي . وفي الباب عن أم سلمة ، رواه الطبراني في الأوسط والدارقطني .

وفي إسناده فرج بن فضالة ، وهو ضعيف ، وفي تاريخ نيسابور للحاكم من طريق مغيرة ، عن الشعبي ، عن ابن عباس : { مر النبي صلى الله عليه وسلم بشاة ميتة لأم سلمة أو [ ص: 76 ] لسودة }. . . فذكر الحديث . وأما حديث : { أيما إهاب دبغ فقد طهر }فرواه الشافعي ، عن ابن عيينة ، عن زيد بن أسلم ، عن ابن وعلة ، عن ابن عباس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بهذا . وكذا رواه الترمذي في جامعه عن قتيبة ، عن سفيان . وقال : حسن صحيح . ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ، وعمرو الناقد ، عن سفيان بلفظ : { إذا دبغ الإهاب فقد طهر }ورواه ابن حبان بلفظ قتيبة ، وفي سياقه عن ابن عيينة : حدثني زيد بن أسلم ، سمعت ابن وعلة ، سمعت ابن عباس ، وله شاهد عن ابن عمر رواه الدارقطني بإسناد على شرط الصحة ، وقال : إنه حسن ، وآخر من حديث جابر رواه الخطيب في تلخيص المتشابه .

التالي السابق


الخدمات العلمية