الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1106 - ( 26 ) - حديث : { أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى النقيع لإبل الصدقة ، ونعم الجزية }. البخاري من طريق ابن عيينة ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، عن الصعب بن جثامة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لا حمى إلا لله ولرسوله }. قال : وبلغنا { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمى النقيع } ، وأن عمر حمى السرف والربذة . هكذا أخرجه البخاري معقبا لحديث : { لا حمى إلا لله ولرسوله }. وهو المتصل منه والباقي من مراسيل الزهري ، قال البيهقي : قوله : حمى النقيع ، هو من قول الزهري ، وكذا رواه ابن أبي الزناد ، عن عبد الرحمن بن الحارث ، عن ابن شهاب معضلا ، ورواه أحمد ، وأبو داود والحاكم من طريق عبد العزيز الدراوردي ، عن عبد الرحمن بن الحارث ، فأدرجوه كله ، وحكم البخاري أن حديث من أدرجه وهم ، ورواه النسائي من حديث مالك ، عن الزهري ، فذكر الموصول فقط ، وأغرب عبد الحق في الجمع فجعل قوله : وبلغنا من تعليقات [ ص: 534 ] البخاري ، وتبعه على ذلك ابن الرفعة ، ويكفي في الرد عليه أن أبا داود أخرجه من حديث ابن وهب ، عن يونس ، عن الزهري فذكره ، وقال في آخره : قال ابن شهاب : وبلغني { أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى النقيع }. ووهم الحاكم في قوله : إنهما اتفقا على إخراج حديث : { لا حمى إلا لله ولرسوله }. وهو من أفراد البخاري ، وتبع الحاكم في وهمه أبو الفتح القشيري في الإلمام وابن الرفعة في المطلب . وفي الباب عن ابن عمر أخرجه أحمد وابن حبان من حديث ابن عمر { أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى النقيع لخيل المسلمين }.

( فائدة ) :

تبين بهذا : أن قوله : لإبل الصدقة ، ونعم الجزية ، مدرج ليس هو في أصل الخبر .

( تنبيه ) :

النقيع بالنون جزم به الحازمي وغيره وهو من ديار مزينة وهو في صدر وادي العقيق ويشتبه بالبقيع بالباء الموحدة وزعم البكري أنهما سواء والمشهور الأول .

التالي السابق


الخدمات العلمية