الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      صفحة جزء
      ( كذا استغاثة به سبحانه ) ; أي ومن أنواع العبادة الاستغاثة بالله عز وجل وهي طلب الغوث منه تعالى من جلب خير أو دفع شر ، قال الله عز وجل : ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ) ( الأنفال : 9 ) وقال تعالى : ( يعلمون أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله ) ( النمل : 62 ) الآية . وقال تعالى : ( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته ) ( الشورى : 28 ) الآية . ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : " يا حي يا قيوم ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا بديع السماوات والأرض ، برحمتك أستغيث " . وفي الطبراني بإسناده من حديث ثابت بن الضحاك ، أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين ، فقال بعضهم : قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق . فقال صلى الله عليه وسلم : " إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله " . وفي الصحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في الاستسقاء : فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال : " اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا " . وغير ذلك من الأحاديث .

      ( والذبح ) ; أي ومن أنواع العبادة الذبح نسكا لله تعالى من هدي وأضحية [ ص: 454 ] وعقيقة وغير ذلك . قال الله عز وجل : ( فصل لربك وانحر ) ( الكوثر : 3 ) وقال تعالى : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت ) ( الأنعام : 163 ) الآيات . وقال تعالى : ( والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها ) ( الحج : 36 ) الآيات .

      وفي صحيح مسلم عن علي رضي الله عنه قال : حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات : " لعن الله من ذبح لغير الله " الحديث . وفي مسند الإمام أحمد رحمه الله عن طارق بن شهاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " دخل الجنة رجل في ذباب ، ودخل النار رجل في ذباب . قالوا : وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال : مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجاوزه أحد حتى يقرب له شيئا ، فقالوا لأحدهما : قرب . قال : ليس عندي شيء أقرب . فقالوا له : قرب ولو ذبابا . فقرب ذبابا ، فخلوا سبيله فدخل النار . فقالوا للآخر : قرب . قال ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله عز وجل . فضربوا عنقه فدخل الجنة " .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية