الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة

ابن القيم - أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية

صفحة جزء
الثامن : من أين في ظاهر القرآن أن لله ساقا وليس معك إلا قوله تعالى : ( يوم يكشف عن ساق ) والصحابة متنازعون في تفسير الآية على المراد بها : أن الرب تعالى يكشف عن ساقه ، ولا يحفظ عن الصحابة والتابعين نزاع فيما يذكر أنه من الصفات أم لا في غير هذا الموضع ، وليس في ظاهر القرآن ما يدل على أن ذلك صفة لله تعالى لأنه سبحانه لم يضف الساق إليه وإنما ذكره مجردا عن الإضافة منكرا ، والذين أثبتوا ذلك صفة كاليدين لم يأخذوا ذلك من ظاهر القرآن ، إنما أثبتوه بحديث أبى سعيد الخدري المتفق على صحته ، وهو حديث الشفاعة الطويل ، وفيه : " فيكشف الرب عن ساقه . . . " الحديث . ومن حمل الآية على ذلك قال : قوله تعالى : ( يوم يكشف عن ساق ) مطابقا لقوله صلى الله عليه وسلم : " يكشف عن ساقه " وتنكيره للتعظيم والتفخيم كأنه قال : يكشف عن ساق عظيمة ، قالوا : وحمل الآية على الشدة لا يصح بوجه ، فإن لغة القوم أن يقال : كشف الشدة عن القوم لا كشف عنها ، كقوله تعالى : ( فلما كشفنا عنهم العذاب ) فالعذاب هو المكشوف لا المكشوف عنه ، وأيضا فهناك تحدث شدة لا تزول إلا بدخول الجنة ، وهنا لا يدعون إلى السجود ، دائما يدعون إليه أشد ما كانت الشدة .

التالي السابق


الخدمات العلمية