الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا الحسين بن علي بن يزيد ) بالياء في أوله ، وفي نسخة : " زيد " ، وهو سهو ( الصدائي ) بضم الصاد المهملة نسبة إلى صداء ممدودة قبيلة ( البغدادي حدثنا يعقوب بن إسحاق يعني الحضرمي ) وهو أحد القراء الثلاثة من العشرة ( أخبرنا شعبة عن سفيان الثوري عن علي بن الأقمر عن أبي جحيفة ) بضم جيم وفتح حاء مهملة ( قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : أما أنا فلا آكل متكئا ) [ ص: 235 ] قال ابن حجر : رواه البخاري أيضا ، وفسر الأكثرون ، الاتكاء بالميل على أحد الجانبين ; لأنه يضر بالآكل ، فإنه يمنع مجرى الطعام الطبيعي عن هيئته ، ويعوقه عن سرعة نفوذه إلى المعدة ، ويضغط المعدة فلا يستحكم فتحها للغذاء .

ونقل في الشفاء عن المحققين أنهم فسروه بالتمكن للأكل ، والقعود في الجلوس ، كالمتربع المعتمد على وطاء تحته ; لأن هذه الهيئة تستدعي كثرة الأكل ، وتقتضي الكبر .

وورد بسند ضعيف زجر النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتمد الرجل بيده اليسرى عند الأكل ، وقد أخرج ابن أبي شيبة عن النخعي ، كانوا يكرهون أن يأكلوا متكئين ، مخافة أن يعظم بطونهم .

قال ابن القيم : ويذكر عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجلس للأكل متوركا على ركبتيه ، ويضع بطن قدمه اليسرى تواضعا لله عز وجل وأدبا بين يديه .

قال : وهذه الهيئة أنفع هيئات الأكل وأفضلها ; لأن الأعضاء كلها تكون على وضعها الطبيعي الذي خلقها الله عليه ، وقد تقدم في باب الاتكاء زيادة التحقيق ، والله ولي التوفيق .

( حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، أخبرنا سفيان عن علي بن الأقمر ) ظاهره أنه موقوف عليه ، ويحتمل رفعه ( نحوه ) أي مثل الحديث السابق معنى مع اختلافه لفظا هذا ، وكان المناسب أن يذكر هذا الحديث بإسناده أول الباب أو آخره ، لئلا يقع فصل بالأجنبي بين أحاديث الأكل بالأصابع الثلاث ولعقهن .

التالي السابق


الخدمات العلمية