الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا ابن أبي عمر ، حدثنا وكيع ، حدثنا كهمس بن الحسن ، عن عبد الله بن شقيق قال : قلت لعائشة أكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي الضحى ؟ قالت : لا إلا أن يجيء من غيبته ) بفتح فكسر ثم هاء الضمير أي : يقدم من غيبته بسفر ، وسمي السفر بذلك لأنه يستلزم الغيبة عن الأهل ، والوطن وفي بعض النسخ : " عن مغيبه " بكلمة " عن " بدل " من " ، فالمعنى إلا أن يرجع عن حال غيبته ، وزمان غربته ، وفي نسخة : من سفر ، وأما قول شارح أن قوله : " مغيبة " بتاء التأنيث فمردود بأن الذي في الأصول المصححة هو الأول ، فهو المعول ، ففيه تقييد صلاته - صلى الله عليه وسلم - للضحى بحال المجيء من السفر وقد سبق الكلام عليه مما يحتاج الرجوع إليه .

أنه ورد عن كعب [ ص: 111 ] بن مالك أنه - صلى الله عليه وسلم - كان لا يقدم من سفره إلا نهارا من الضحى ، فإذا قدم بدأ بالمسجد أول قدومه فصلى فيه ركعتين ثم جلس فيه ، فالأولى في الجمع بين حديثي عائشة أن نفيها محمول على صلاته للضحى في المسجد إلا عند قدومه من سفره ، فما روي عنها من أنه - صلى الله عليه وسلم - : ما صلى سبحة الضحى قط ، على ما رواه الشيخان عنها مقيد نفيها بالمسجد ، فيندفع استدلال الشافعية لسنية صلاة الضحى في المسجد مطلقا بل ينبغي أن يقيد للمسافر على ما هو الظاهر المتبادر ، والمعنى أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يداوم على صلاة الضحى في وقت من الأوقات إلا وقت مجيئه من سفر ، وقدومه في حضر ويلايمه أيضا حديث الفتح حينئذ ، وأما ما رواه الدارقطني : " أمرت بصلاة الضحى ، ولم تؤمروا بها " فضعيف .

التالي السابق


الخدمات العلمية