الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          صفحة جزء
          الفصل السادس : شرف نسبه ، وكرم بلده ومنشئه

          وأما شرف نسبه ، وكرم بلده ، ومنشئه فمما لا يحتاج إلى إقامة دليل عليه ، ولا بيان مشكل ، ولا خفي منه ، فإنه نخبة بني هاشم ، وسلالة قريش ، وصميمها ، وأشرف العرب ، وأعزهم نفرا من قبل أبيه ، وأمه ، ومن أهل مكة من أكرم بلاد الله على الله ، وعلى عباده .

          حدثنا قاضي القضاة حسين بن محمد الصدفي رحمه الله ، قال : حدثنا القاضي أبو الوليد سليمان بن خلف ، قال : حدثنا أبو ذر عبد بن أحمد ، حدثنا أبو محمد السرخسي ، وأبو إسحاق ، وأبو الهيثم : قالوا : حدثنا محمد بن يوسف ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا ، حتى كنت من القرن الذي كنت منه وعن العباس رضي الله عنه قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم ، من خير قرنهم ، ثم تخير القبائل فجعلني من خير قبيلة ، ثم تخير [ ص: 165 ] البيوت فجعلني من خير بيوتهم ، فأنا خيرهم نفسا ، وخيرهم بيتا .

          وعن ، واثلة بن الأسقع ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل ، واصطفى من بني كنانة قريشا ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم . قال الترمذي : وهذا حديث صحيح ، وفي حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما ، رواه الطبري أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : إن الله اختار خلقه ، فاختار منهم بني آدم ، ثم اختار بني آدم فاختار منهم العرب ، ثم اختار العرب فاختار منهم قريشا ، ثم اختار قريشا فاختار منهم بني هاشم ، ثم اختار بني هاشم فاختارني منهم ، فلم أزل خيارا من خيار ، ألا من أحب العرب فبحبي أحبهم ، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم .

          وعن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت روحه نورا بين يدي الله - تعالى - قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، يسبح ذلك النور ، وتسبح الملائكة بتسبيحه ، فلما خلق الله آدم ألقى ذلك النور في صلبه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فأهبطني الله إلى الأرض في صلب آدم ، وجعلني في صلب نوح ، وقذف بي في صلب إبراهيم ، ثم لم يزل الله - تعالى - ينقلني من الأصلاب الكريمة ، والأرحام الطاهرة ، حتى أخرجني من بين أبوي لم يلتقيا على سفاح قط . ويشهد لصحة هذا الخبر شعر العباس المشهور في مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - .

          التالي السابق


          الخدمات العلمية