الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

المشهد الخامس : مشهد الإحسان وهو أرفع مما قبله . وهو أن يقابل إساءة المسيء إليه بالإحسان . فيحسن إليه كلما أساء هو إليه . ويهون هذا عليه علمه بأنه قد ربح عليه . وأنه قد أهدى إليه حسناته ، ومحاها من صحيفته . وأثبتها في صحيفة من أساء إليه . فينبغي لك أن تشكره ، وتحسن إليه بما لا نسبة له إلى ما أحسن به إليك .

وهاهنا ينفع استحضار مسألة اقتضاء الهبة الثواب . وهذا المسكين قد وهبك حسناته . فإن كنت من أهل الكرم فأثبه عليها ، لتثبت الهبة . وتأمن رجوع الواهب فيها .

وفي هذا حكايات معروفة عن أرباب المكارم . وأهل العزائم .

ويهونه عليك أيضا : علمك بأن الجزاء من جنس العمل . فإن كان هذا عملك في إساءة المخلوق إليك عفوت عنه . وأحسنت إليه ، مع حاجتك وضعفك وفقرك وذلك . فهكذا يفعل المحسن القادر العزيز الغني بك في إساءتك . يقابلها بما قابلت به إساءة عبده إليك . فهذا لا بد‍ منه . وشاهده في السنة من وجوه كثيرة لمن تأملها .

التالي السابق


الخدمات العلمية