الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

المشهد العاشر : مشهد الأسوة وهو مشهد شريف لطيف جدا . فإن العاقل اللبيب يرضى أن يكون له أسوة برسل الله ، وأنبيائه وأوليائه ، وخاصته من خلقه . فإنهم [ ص: 307 ] أشد الخلق امتحانا بالناس ، وأذى الناس إليهم أسرع من السيل في الحدور . ويكفي تدبر قصص الأنبياء - عليهم السلام - مع أممهم وشأن نبينا صلى الله عليه وسلم وأذى أعدائه له بما لم يؤذه من قبله . وقد قال له ورقة بن نوفل لتكذبن ولتخرجن ولتؤذين . وقال له : ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي . وهذا مستمر في ورثته كما كان في مورثهم صلى الله عليه وسلم .

أفلا يرضى العبد أن يكون له أسوة بخيار خلق الله ، وخواص عباده : الأمثل فالأمثل ؟ .

ومن أحب معرفة ذلك فليقف على محن العلماء ، وأذى الجهال لهم . وقد صنف في ذلك ابن عبد البر كتابا سماه محن العلماء .

التالي السابق


الخدمات العلمية