الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                قال : أنت طالق واحدة ومائة أو واحدة وألفا كان واحدة كذا روى الحسن عن أبي حنيفة ; لأنه كان يمكنه أن يتكلم به على غير هذا الوجه وهو أن يقول مائة وواحدة وألفا وواحدة ; لأن هذا هو المعتاد فإذا قدم الواحدة فقد خالف المعتاد فلا يمكن أن يجعل الكل عددا واحدا فيجعل عطفا فيمتنع وقوع ما زاد على الواحدة .

                                                                                                                                وقال أبو يوسف : إذا قال : واحدة ومائة تقع ثلاثا ; لأن التقديم والتأخير في ذلك معتاد ألا ترى أنهم يقولون في العادة مائة وواحدة وواحدة ومائة على السواء ؟ ولو قال : أنت طالق واحدة ونصفا يقع اثنتان في قولهم ; لأن هذه جملة واحدة ألا ترى أنه لا يمكنه أن يتكلم بها إلا على هذا الوجه ؟ فكان هذا اسما لمسمى واحد ، والطلاق لا يتجزأ فكان ذكر بعضه ذكرا للكل ، فكان هذا إيقاع تطليقتين كأنه قال لها : أنت طالق ثنتين ولو قال : أنت طالق نصفا وواحدة يقع عليها ثنتان عند أبي يوسف ، وعند محمد واحدة ، له أن التكلم على هذا الوجه غير معتاد بل العادة قولهم واحدة ونصفا ، فإذا عدل عن المعتاد لم يمكن أن يجعل الكل عددا واحدا فيجعل عطفا ، وأبو يوسف يقول : الاستعمال على هذا الوجه معتاد ، فإنه يقال : واحدة ونصفا وواحدة على السواء .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية