الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                وأما الكلام في بيان ماهية كل نوع أما النوع الأول فهو تكلم بالباقي بعد الثنيا ، وهذه العبارة هي المختارة دون قولهم استخراج بعض الجملة الملفوظة لأن القدر المستثنى إما أن يدخل بعد نص المستثنى منه ، وإما أن لا يدخل فإن لم يدخل لا يتصور الإخراج ، وإن دخل يتناقض الكلام ; لأن نص المستثنى منه يثبت ، ونص الاستثناء ينفي ، ويستحيل أن يكون الحكم الواحد في زمان مثبتا ، ومنفيا ، ولهذا فهم من قوله تعالى { فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما } ما ذكرنا حتى يصير في التقدير كأنه قال : فلبث فيهم تسعمائة ، وخمسين عاما لا معنى الإخراج لئلا يؤدي إلى الخلف في خبر الله تعالى .

                                                                                                                                ( وأما ) النوع الثاني فهو تعليق بالشرط إلا أن الشرط إذا كان مما يتوقف عليه ، ويعلم وجوده ينزل المعلق عند وجوده ، وإن كان مما لا يعلم لا ينزل ، وهذا النوع من التعليق من هذا القبيل لما نذكره إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية