الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ( وأما ) الاقتداء بالمحدث أو الجنب فإن كان عالما بذلك لا يصح بالإجماع ، وإن لم يعلم به ثم علم فكذلك عندنا .

                                                                                                                                وقال الشافعي : القياس أن لا يصح كما في الكافر ، لكني تركت القياس بالأثر ، وهو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { أيما رجل صلى بقوم ثم تذكر جنابة أعاد ولم يعيدوا } .

                                                                                                                                ( ولنا ) ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه ثم تذكر جنابة فأعاد وأمر أصحابه بالإعادة .

                                                                                                                                وقال : { أيما رجل صلى بقوم ثم تذكر جنابة أعاد وأعادوا } ، وقد روي نحو هذا عن عمر وعلي رضي الله عنهما حتى ذكر أبو يوسف في الأمالي أن عليا رضي الله عنه صلى بأصحابه يوما ثم [ ص: 141 ] علم أنه كان جنبا فأمر مؤذنه أن ينادي : ألا إن أمير المؤمنين كان جنبا فأعيدوا صلاتكم ، ولأن معنى الاقتداء وهو البناء ههنا لا يتحقق لانعدام تصور التحريمة مع قيام الحدث والجنابة ، وما رواه محمول على بدو الأمر قبل تعلق صلاة القوم بصلاة الإمام ، على ما روي أن المسبوق كان إذا شرع في صلاة الإمام قضى ما فاته أولا ثم يتابع الإمام ، حتى تابع عبد الله بن مسعود أو معاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قضى ما فاته فصار شريعة بتقرير رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية