الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ( وأما ) بعد القسمة فيثبت الملك الخاص لكل واحد منهم في نصيبه ; لأن القسمة إفراز الأنصباء وتعيينها ، ولو قسم الإمام الغنائم فوقع عبد في سهم رجل فأعتقه ، لا شك أنه ينفذ إعتاقه ; لأن الإعتاق صادف ملكا خاصا فأما إذا وقع في سهم جماعة منهم عبد فأعتقه أحدهم ، ينفذ إعتاقه عند أبي حنيفة قل الشركاء أو كثروا .

                                                                                                                                ( وروي ) عن أبي يوسف إن كانوا عشرة أو أقل منها ينفذ إعتاقه ، وإن كانوا أكثر من ذلك لا ينفذ فأبو حنيفة - رحمه الله - نظر في خصوص الملك إلى القسمة ، وأبو يوسف إلى العدد ، والصحيح نظر أبي حنيفة ; لأن القسمة تمييز وتعيين ، فكانت قاطعة لعموم الشركة ، مخصصة للملك وإن كثر العدد والله - سبحانه وتعالى - أعلم .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية