الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ولو جنى المرتد جناية ثم لحق بدار الحرب ثم عاد إلينا ثانيا ، فما كان من حقوق العباد كالقتل والغصب والقذف يؤخذ به ، وما كان من حقوق الله - تبارك وتعالى - كالزنا والسرقة وشرب الخمر يسقط عنه ; لأن اللحاق يلتحق بالموت فيورث شبهة في سقوط ما يسقط بالشبهات ، ولو فعل شيئا من ذلك بعد اللحاق بدار الحرب ثم مات لم يؤخذ بشيء منه ; لأن فعله لم ينعقد موجبا لصيرورته في حكم أهل الحرب ، هذا الذي ذكرنا حكم ماله الذي خلفه في دار الإسلام وأما الذي لحق به في دار [ ص: 138 ] الحرب فهو ملكه حتى لو ظهر المسلمون عليه يكون فيئا ; لأن ملك الورثة لم يثبت في المال المحمول إلى دار الحرب فبقي على ملك المرتد ، وهو غير معصوم فكان محل التملك بالاستيلاء لسائر أموال أهل الحرب .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية