الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                [ ص: 19 ] والمعتبر في إقامة هذه السنة عندنا هو الإنقاء دون العدد ، فإن حصل بحجر واحد كفاه ، وإن لم يحصل بالثلاث زاد عليه ، وعند الشافعي العدد مع الإنقاء شرط ، حتى لو حصل الإنقاء بما دون الثلاث كمل الثلاث ، ولو ترك لم يجزه .

                                                                                                                                واحتج الشافعي بما روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { من استجمر فليوتر } أمر بالإيتار ، ومطلق الأمر للوجوب .

                                                                                                                                ( ولنا ) ما روينا من حديث { ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله أحجار الاستنجاء فأتاه بحجرين وروثة فرمى الروثة } ، ولم يسأله حجرا ثالثا ، ولو كان العدد فيه شرطا لسأله إذ لا يظن به ترك الواجب ; ولأن الغرض منه هو التطهير وقد حصل بالواحد ، ولا يجوز تنجيس الطاهر من غير ضرورة .

                                                                                                                                ( وأما ) الحديث فحجة عليه ; لأن أقل الإيتار مرة واحدة ، على أن الأمر بالإيتار ليس لعينه بل لحصول الطهارة فإذا حصلت بما دون الثلاث فقد حصل المقصود فينتهي حكم الأمر ، وكذا استنجى بحجر واحد له ثلاثة أحرف ; لأنه بمنزلة ثلاثة أحجار في تحصيل معنى الطهارة .

                                                                                                                                ويستنجي بيساره لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل بيمينه ، ويستجمر بيساره ، وعن عائشة رضي الله عنها أن { النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل بيمينه ، ويستنجي بيساره } ، ولأن اليسار للأقذار .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية