الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ثم يغسل رأسه ولحيته بالخطمي ; لأن ذلك أبلغ في التنظيف فإن لم يكن فبالصابون وما أشبهه ، فإن لم يكن فيكفيه الماء القراح ولا يسرح لما روي عن عائشة أنها رأت قوما يسرحون ميتا فقالت : علام تنصون ميتكم ؟ ، أي : تسرحون شعره ، وهذا قول روي عنها ، ولم يرو عن غيرها خلاف ذلك فحل محل الإجماع ; ولأنه لو سرح ربما يتناثر شعره ، والسنة أن يدفن الميت بجميع أجزائه ، ولهذا لا تقص أظفاره وشاربه ولحيته ، ولا يختن ولا ينتف إبطه ولا تحلق عانته ; ; ولأن ذلك يفعل لحق الزينة والميت ليس بمحل الزينة ، ولهذا لا يزال عنه شيء مما ذكرنا وإن كان فيه حصول زينة ، وهذا عندنا وعند الشافعي يسرح ويزال عنه شعر العانة والإبط إذا كانا طويلين ، وشعر الرأس يزال إن كان يتزين بإزالة الشعر ، ولا يحلق في حق من كان لا يحلق في حال الحياة ، وكان يتزين بالشعر واحتج الشافعي بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { : اصنعوا بموتاكم ما تصنعون بعرائسكم } ثم هذه الأشياء تصنع بالعروس فكذا بالميت .

                                                                                                                                ( ولنا ) ما روينا عن عائشة وذكرنا من المعقول ، وبه تبين أن ما رواه ينصرف إلى زينة ليس فيها إزالة شيء من أجزاء الميت كالطيب ، والتنظيف من الدرن ونحو ذلك ، بدليل ما روينا .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية