الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر الوحشة بين القائم بأمر الله أمير المؤمنين وجلال الدولة

في هذه السنة افتتحت الجوالي في المحرم ببغداذ ، فأنفذ الملك جلال الدولة فأخذ ما تحصل منها ، وكانت العادة أن يحمل ما يحصل منها إلى الخلفاء لا تعارضهم فيها الملوك ، فلما فعل جلال الدولة ذلك عظم الأمر فيه على القائم بأمر الله واشتد عليه ، وأرسل مع أقضى القضاة أبي الحسن الماوردي في ذلك ، وتكررت الرسائل ، [ ص: 38 ] فلم يصغ جلال الدولة لذلك ، وأخذ الجوالي ، فجمع الخليفة الهاشميين بالدار والرجالة ، وتقدم بإصلاح الطيار والزبازب ، وأرسل إلى أصحاب الأطراف والقضاة بما عزم عليه ، وأظهر العزم على مفارقة بغداذ ، فلم يتم ذلك ، وحدث وحشة من الجهتين ، فاقتضت الحال أن الملك يترك معارضة النواب الإمامية فيها في السنة الآتية .

التالي السابق


الخدمات العلمية