الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عدة حوادث

في هذه السنة زلزلت الأرض زلزلة عظيمة ، فقيل إن جبلا مقابل حلوان ساخ في الأرض .

وفيها ولي أبو المظفر يحيى بن هبيرة وزارة الخليفة المقتفي لأمر الله ، وكان قبل [ ص: 173 ] ذلك صاحب ديوان الزمام ، وظهر له كفاية عظيمة عند نزول العساكر بظاهر بغداد ، وحسن قيام في ردهم ، فرغب الخليفة فيه ، فاستوزره يوم الأربعاء رابع ربيع الآخر سنة أربع وأربعين [ وخمسمائة ] ، وكان القمر على تربيع زحل ، فقيل له : لو أخرت لبس الخلعة لهذه التربيعات ؟ فقال : وأي سعادة أكبر من وزارة الخليفة ؟ ولبسها ذلك اليوم .

[ الوفيات ]

وفيها في المحرم توفي قاضي القضاة علي بن الحسن الزينبي ، وولي القضاء عماد الدين أبو الحسن علي بن أحمد الدامغاني .

وفيها في المحرم رخصت الأسعار بالعراق ، وكثرت الخيرات ، وخرج أهل السواد إلى قراهم .

وفيها توفي الأمير نظر أمير الحاج ، وكان قد سار بالحاج إلى الحلة ، فمرض واشتد مرضه ، واستخلف على الحاج قايماز الأرجواني ، وعاد إلى بغداد مريضا ، فتوفي في ذي القعدة ، وكان خصيا عاقلا خيرا ، له معروف كثير ، وصدقات وافرة .

وفيها توفي أحمد بن نظام الملك الذي كان وزير السلطان محمد والمسترشد بالله .

وفيها توفي علي بن رافع بن خليفة الشيباني ، وهو من أعيان خراسان ، وله مائة وسبع سنين شمسية .

[ ص: 174 ] وفيها توفي معين الدين أنر نائب أبق صاحب دمشق ، وهو كان الحاكم والأمر إليه ، وكان أبق صورة أمير لا معنى تحتها .

وفيها توفي القاضي أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني أبو بكر قاضي تستر ، وله شعر حسن ، فمنه قوله :


ولما بلوت الناس أطلب عندهم أخا ثقة عند اعتراض الشدائد     تطلعت في حالي رخاء وشدة
وناديت في الأحياء هل من مساعد ؟     فلم أر فيما ساءني غير شامت
ولم أر فيما سرني غير حاسد     تمتعتما يا ناظري بنظرة
وأوردتما قلبي أمر الموارد     أعيني كفا عن فؤادي فإنه
من البغي سعي اثنين في قتل واحد



وفيها توفي أبو عبد الله عيسى بن هبة الله بن عيسى البزاز وكان ظريفا ، وله شعر حسن ، كتب إليه صديق له رقعة وزاد في خطابه فأجابه :


قد زدتني في الخطاب حتى     خشيت نقصا من الزياده
فاجعل خطابي خطاب     مثلي ولا تغير علي عاده



التالي السابق


الخدمات العلمية