الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر الفتن ببغداد

في سابع عشر رمضان جرت فتنة ببغداد بين أهل باب الأزج وأهل المأمونية ، وسببها أن أهل باب الأزج قتلوا سبعا وأرادوا أن يطوفوا به ، فمنعهم أهل المأمونية ، فوقعت الفتنة بينهما عند البستان الكبير ، فجرح منهم خلق كثير ، وقتل جماعة ، وركب صاحب الباب لتسكين الفتنة ، فجرح فرسه فعاد .

فلما كان الغد سار أهل المأمونية إلى أهل باب الأزج ، فوقعت بينهم فتنة شديدة وقتال بالسيوف والنشاب ، واشتد الأمر ، فنهبت الدور القريبة منهم ، وسعى الركن بن عبد القادر ويوسف العقاب في تسكين الناس ، وركب الأتراك ، فصاروا يبيتون تحت المنظرة ، فامتنع أهل الفتنة من الاجتماع ، فسكنوا .

وفي العشرين منه جرت فتنة بين أهل قطفتا والقرية ، من محال الجانب الغربي ، بسبب قتل سبع أيضا ، أراد أهل قطفتا أن يجتمعوا ويطوفوا به ، فمنعهم أهل القرية أن يجوزوا به عندهم ، فاقتتلوا ، وقتل بينهم عدة قتلى ، فأرسل إليهم عسكر من الديوان لتلافي الأمر ومنع الناس عن الفتنة ، فامتنعوا .

[ ص: 208 ] وفي تاسع رمضان كانت فتنة بين أهل سوق السلطان والجعفرية ، منشأها أن رجلين من المحلتين اختصما وتوعد كل واحد منهما صاحبه ، فاجتمع أهل المحلتين واقتتلوا في مقبرة الجعفرية ، فسير إليهم من الديوان من تلافى الأمر وسكنه ، فلما كثرت الفتن رتب أمير كبير من مماليك الخليفة ، ومعه جماعة كثيرة ، فطاف في البلد ، وقتل جماعة ممن فيه شبهة ، فسكن الناس .

التالي السابق


الخدمات العلمية