الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر مقتل نافع بن الأزرق

في هذه السنة اشتدت شوكة نافع بن الأزرق ، وهو الذي ينتسب إليه الأزارقة من الخوارج .

وكان سبب قوته اشتغال أهل البصرة واختلافهم بسبب مسعود بن عمرو وقتله ، وكثرت جموعه وأقبل نحو الجسر ، فبعث إليه عبد الله بن الحارث مسلم بن عبيس بن كريز بن ربيعة ، فخرج إليه فرفعه عن أرض البصرة حتى بلغ دولاب من أرض الأهواز ، فاقتتلوا هناك ، وجعل مسلم بن عبيس على ميمنته الحجاج بن باب الحميري ، وعلى مسيرته حارثة بن بدر الغداني وجعل ابن الأزرق على ميمنته عبيد بن هلال ، وعلى ميسرته الزبير بن الماحوز التميمي ، واشتد قتالهم ، فقتل مسلم أمير أهل البصرة ، وقتل نافع بن الأزرق أمير الخوارج في جمادى الآخرة ، فأمر أهل البصرة عليهم الحجاج بن باب الحميري ، وأمرت الخوارج عبد الله بن الماحوز التميمي ، واقتتلوا ، فقتل عبد الله والحجاج ، فأمر أهل البصرة عليهم ربيعة بن الأجرم التميمي ، وأمرت الخوارج عبيد الله بن الماحوز التميمي ، ثم عادوا فاقتتلوا حتى أمسوا وقد كره بعضهم بعضا وملوا القتال .

فإنهم كذلك متواقفون متحاجزون إذ جاءت الخوارج سرية مستريحة لم تشهد القتال ، فحملت على الناس من ناحية عبد القيس ، فانهزم الناس وقتل أمير أهل البصرة ربيعة بعد أن قتل أيضا دغفل بن حنظلة الشيباني النسابة ، وأخذ الراية حارثة بن بدر ، فقاتل ساعة ، وقد ذهب الناس عنه ، فقاتل وحمى الناس ومعه جماعة من أهل البصرة ، ثم أقبل حتى نزل بالأهواز ، وبلغ ذلك أهل البصرة فأفزعهم ، وبعث عبد الله ( بن الزبير الحارث بن أبي ربيعة ) وعزل عبد الله بن الحارث ، فأقبلت الخوارج نحو البصرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية