الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر مسير شبيب إلى الكوفة

ثم سار شبيب إلى الكوفة ، فنزل عند حمام عمير بن سعد ، فلما بلغ الحجاج مكانه بعث سويد بن عبد الرحمن السعدي في ألفي رجل إليه ، وقال له : الق شبيبا ، فإن استطرد لك فلا تتبعه .

فخرج وعسكر بالسبخة ، فبلغه أن شبيبا قد أقبل ، فسار نحوه ، فكأنما يساقون إلى الموت ، فأمر الحجاج عثمان بن قطن ، فعسكر بالناس في السبخة ، وسار سويد إلى زرارة ، فهو يعبئ أصحابه إذ قيل : قد أتاك شبيب ، فنزل ونزل معه جل أصحابه ، فأخبر أن شبيبا قد تركك وعبر الفرات وهو يريد الكوفة من وجه آخر ، فنادى في أصحابه فركبوا في آثارهم ، وبلغ من بالسبخة مع عثمان إقبال شبيب إليهم ، فصاح بعضهم ببعض ، وهموا أن يدخلوا الكوفة حتى قيل لهم : إن سويدا في آثارهم قد لحقهم وهو يقاتلهم ، وحمل شبيب على سويد ومن كان معه حملة منكرة ، فلم يقدر منهم على شيء ، وأخذ على بيوت الكوفة نحو الحيرة ، وذلك عند المساء ، وتبعه سويد إلى الحيرة ، فرآه قد ترك الحيرة وذهب ، فتركه سويد وأقام حتى أصبح ، وأرسل إلى الحجاج يعلمه بمسير شبيب .

التالي السابق


الخدمات العلمية