الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر بيعة يزيد بن الوليد الناقص

في هذه السنة بويع يزيد بن الوليد الذي يقال له الناقص ، وإنما سمي الناقص لأنه نقص الزيادة التي كان الوليد زادها في عطيات الناس ، وهي عشرة عشرة ، ورد العطاء إلى ما كان أيام هشام ، وقيل : أول من سماه بهذا الاسم مروان بن محمد .

ولما قتل الوليد خطب يزيد الناس فذمه وذكر إلحاده ، وأنه قتله لفعله الخبيث وقال : أيها الناس إن لكم علي أن لا أضع حجرا على حجر ولا لبنة ، ولا أكتري نهرا ، [ ص: 309 ] ولا أكثر مالا ، ولا أعطيه زوجة وولدا ، ولا أنقل مالا عن بلد حتى أسد ثغره وخصاصة أهله بما يغنيهم ، فما فضل نقلته إلى البلد الذي يليه ، ولا أجمركم في ثغوركم فأفتنكم ، ولا أغلق بابي دونكم ، ولا أحمل على أهل جزيتكم ، ولكم أعطياتكم كل سنة وأرزاقكم في كل شهر حتى يكون أقصاكم كأدناكم ، فإن وفيت لكم بما قلت فعليكم السمع والطاعة وحسن الوزارة ، وإن لم أف فلكم أن تخلعوني إلا أن أتوب ، وإن علمتم أحدا ممن يعرف بالصلاح يعطيكم من نفسه مثل ما أعطيكم وأردتم أن تبايعوه فأنا أول من يبايعه . أيها الناس لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .

التالي السابق


الخدمات العلمية