الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 61 ] فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في صيام التطوع

( كان صلى الله عليه وسلم يصوم حتى يقال : لا يفطر ، ويفطر حتى يقال : لا يصوم ، وما استكمل صيام شهر غير رمضان ، وما كان يصوم في شهر أكثر مما يصوم في شعبان ) .

ولم يكن يخرج عنه شهر حتى يصوم منه .

ولم يصم الثلاثة الأشهر سردا كما يفعله بعض الناس ، ولا صام رجبا قط ، ولا استحب صيامه ، بل روي عنه النهي عن صيامه ، ذكره ابن ماجه .

وكان يتحرى صيام يوم الاثنين والخميس .

وقال ابن عباس رضي الله عنه : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفطر أيام البيض في سفر ولا حضر ) ذكره النسائي . ( وكان يحض على صيامها ) .

وقال ابن مسعود [ ص: 62 ] رضي الله عنه : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من غرة كل شهر ثلاثة أيام ) ذكره أبو داود والنسائي .

وقالت عائشة : ( لم يكن يبالي من أي الشهر صامها ) ذكره مسلم ، ولا تناقض بين هذه الآثار .

وأما صيام عشر ذي الحجة فقد اختلف ، فقالت عائشة : ما رأيته صائما في العشر قط ، ذكره مسلم .

وقالت حفصة : ( أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم : صيام يوم عاشوراء والعشر ، وثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتا الفجر ) . ذكره الإمام أحمد رحمه الله .

[ ص: 63 ] وذكر الإمام أحمد عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنه ( كان يصوم تسع ذي الحجة ، ويصوم عاشوراء ، وثلاثة أيام من الشهر ، أو الاثنين من الشهر والخميس ) وفي لفظ : الخميسين . والمثبت مقدم على النافي إن صح .

وأما صيام ستة أيام من شوال فصح عنه أنه قال : ( صيامها مع رمضان يعدل صيام الدهر ) " .

التالي السابق


الخدمات العلمية