الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ( تنبيه ) : ذهب بعض علماء العصر إلى الحنث في الجهل دون النسيان ، فقلت له : لا يصح هذا ؛ لأن الجاهل أولى بالعذر من الناسي ؛ إذ من علم ثم نسي ينسب إلى تقصير ، صرح بذلك الفقهاء في مواضع ، منها : من صلى مع نجاسة جهلها هل تلزمه الإعادة ؟ قولان ، أصحهما : نعم ، فإن علمها ونسيها ، فطريقان ، أصحهما القطع بالإعادة ؛ لأنه منسوب [ ص: 245 ] إلى تقصير ، بخلاف الجاهل ، وفي التيمم لو أدرج في رحله ماء ولم يشعر به فتيمم وصلى لا إعادة عليه ، بخلاف ما لو علم في رحله ماء ثم نسيه وتيمم تلزمه الإعادة ، فقبله لإنصافه .

            ( تنبيه ) : تخيل متخيل الحنث في اليمين دون الطلاق ؛ لأن في الأول الكفارة ، فهو من باب الغرامات ، فلا يعذر فيها بالنسيان ونحوه ، كالإتلاف ونحوها ، بخلاف الطلاق ؛ إذ لا غرامة فيه ، وهذا تخيل فاسد ، بل الطلاق أولى بالحنث من اليمين ، ألا ترى أن في مسألة الاستقبال طريقة قاطعة بالحنث في الطلاق ، وتخصيص الخلاف باليمين ؛ لأن المدار فيه على هتك حرمة الاسم المعظم ، ولا هتك مع النسيان ونحوه ، والمدار في الطلاق على وجود الصفة المعلق عليها ، وهي موجودة بكل حال .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية