الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              أسند عبد الواحد ، عن أسلم الكوفي ، وعن الحسن البصري .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن محمد التمار ، ثنا قرة بن حبيب ، ثنا عبد الواحد بن زيد ، ثنا أسلم الكوفي ، عن مرة الطيب ، عن زيد بن أرقم ، عن أبي بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - : أنه استسقى فأتي بماء وعسل ؛ فلما وضع على يده بكى ورد الإناء وانتحب ، فما زال يبكي حتى بكى من حوله ، حتى ظنوا أنه لا يسكن ، ثم سكن ، فلما ذهب يمسح عن وجهه ذهبوا يسألونه ، فعاد وانتحب وبكى حتى يئسوا منه أن يسألوه يومهم ذاك ، فمسح عن وجهه ، فذهبوا يسألونه فعاد وانتحب وبكى حتى يئسوا منه أن يسألوه ، ثم سكن ، فأقبلوا عليه ، فقالوا : يا أبا بكر ظننا أن سنقوم اليوم من عندك من غير أن نسألك فما الذي هيجك على ما هيجك ؟ قال : بينا أنا ذات يوم عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يدفع عن نفسه شيئا بيده ، ويقول : إليك عني ، إليك عني ، فقلت : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ما الذي أراك تدفع عن نفسك ولا أرى شيئا ؟ قال : يا أبا بكر الدنيا تطاولت لي بعنقها ورأسها ، فقلت : إليك عني ، إليك عني ، فقالت : أما إنك لئن انفلت مني ، فلن ينفلت مني من بعدك . قال : فظننت أنها أدركتني وحالت بيني وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فهو الذي هيجني على ما هيجني عليه .

              حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ، ثنا محمد بن نوح الجنديسابوري ، ثنا عبد الله بن محمد ، إمام مسجد تستر ، ثنا أحمد بن زياد القصوصي أبو سهل ، ثنا مضر العابد ، عن عبد الواحد بن زيد ، عن الحسن ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من أعز دينه أعز نفسه ، ومن أعز نفسه [ ص: 165 ] أذل دينه ، والدين لا يذل ، ومن سمن نفسه هزل دينه ، ومن سمن دينه سمن له دينه وسمنت له نفسه " .

              حدثنا أبي ، ثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يزيد ، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، ثنا محمد بن عبد الله ، ثنا إبراهيم بن الأشعث ، ثنا محمد بن الفضل بن عطية ، عن عبد الواحد بن زيد ، عن الحسن . قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يقول الله تعالى : إذا كان الغالب على عبدي الاشتغال بي جعلت نعيمه ولذته في ذكرى ، فإذا جعلت نعيمه ولذته في ذكري عشقني وعشقته ، فإذا عشقني وعشقته رفعت الحجاب فيما بيني وبينه ، وصرت معالما بين عينيه ، ولا يسهو إذا سهي الناس . أولئك كلامهم كلام الأنبياء ، أولئك الأبطال حقا ، أولئك الذين إذا أردت بأهل الأرض عقوبة وعذابا ذكرتهم فصرفت ذلك عنهم " . كذا رواه عبد الواحد ، عن الحسن مرسلا ، وهذا الحديث خارج من جملة الأحاديث المراسيل المقبولة ، عن الحسن لمكان محمد بن الفضل وعبد الواحد وما يرجعان إليه من الضعف .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية