الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عطاء ، حدثني أبي ، ثنا محمد بن مسلم ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا مبارك أبو حماد - مولى إبراهيم بن سام - قال : سمعت سفيان الثوري ، يقرأ على علي بن الحسن السليمي : " يا أخي ، لا تغبط أهل الشهوات بشهواتهم ، ولا ما يتقلبون فيه من النعمة ، فإن أمامهم يوما تزل فيه الأقدام ، وترعد فيه الأجسام ، وتتغير فيه الألوان ، ويطول فيه القيام ، ويشتد فيه الحساب ، وتتطاير فيه القلوب حتى تبلغ الحناجر ، فيالها من ندامة على ما أصابوا من هذه الشهوات ، اجعل كسبك فيما يكون لك ، ولا تجعل كسبك فيما يكون عليك ، فإن الذي يقدم ماله ويعطي حق الله منه ، فماله له وأفضل منه ، والذي يخلف ماله ، ويضيع حق الله فيه فماله وبال عليه يوم القيامة ، اكسب حلالا ، واجلس مع من كسبه من حلال ، وكل طعام من كسبه من حلال ، وليكن أهل مشورتك من كسبه من حلال ، فإن الورع ملاك الدين واستكمال أمر الآخرة ، واعلم أنه يا أخي ، لا يمتنع أحد عن الحرام إلا من هو مشفق على لحمه ودمه ، فإنما دينك لحمك ودمك ، فاجتنب الحرام ، ولا تجلس مع من يكسب الحرام ، ولا تأكل مع من كسبه من حرام ، ولا تدل أحدا على الحرام ، ولا تشيرن به إلى أحد فيأخذه ، ولا تورثه إلى أحد ، وانصح لكل بر وفاجر أن لا يأخذه ، فإن فعلت من ذلك شيئا ، فأنت عون له ، والعون شريك ، وإياك والظلم ، وأن تكون عونا للظالم ، وأن تصحبه ، أو تؤاكله أو تبتسم في وجهه ، أو تنال منه شيئا فتكون عونا له ، والعون شريك ، لا تخالفن أهل التقوى ، ولا تخادن أهل الخطايا ، ولا تجالس أهل المعاصي ، واجتنب المحارم كلها ، واتق أهلها ، وإياك والأهواء ، فإن أولها وآخرها باطل ، ولكل ذنب توبة ، وترك الذنب أيسر من طلب التوبة ، وإن الله غفور رحيم لأهل المعاصي ، رحيم للتوابين ، حليم ودود ، وإياك أن تزداد بحلمه عنك جرأة على المعصية ، فإن الله [ ص: 25 ] لم يرض لأنبيائه المعصية والحرام والظلم ، فقال : ( ياأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ) ، ثم قال للمؤمنين : ( ياأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ) ثم أجملها فقال : ( ياأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ) ، واعلم يا أخي ، أنه لم يرض لأنبيائه ولا للمؤمنين ولا للمشركين حراما ، ولا تتهاون بالذنب الصغير ، ولكن انظر من عصيت ، عصيت ربا عظيما يعاقب على الصغير ، ويتجاوز عن الكبير ، إن أكيس الكيس من دخل الجنة بذنب عمله فنصبه بين عينيه ، ثم لم يزل حذرا على نفسه من تلك الخطيئة حتى فارق الدنيا ودخل الجنة ، وإن أحمق الحمق من دخل النار بحسنة واحدة نصبها بين عينيه ، ولم يزل يذكرها ويرجو ثوابها ويتهاون بالذنوب حتى فارق الدنيا ودخل النار ، فكن يا أخي كيسا حذرا على ما زل منك ومضى ، لا تدري ماذا يفعل بك ربك فيه ؟ وما بقي من عمرك لا تدري ماذا يحدث لك فيها ، فإن إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن حذر على نفسه فسأل ربه فقال : ( واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ) وقال يوسف عليه السلام : ( توفني مسلما وألحقني بالصالحين ) وقال موسى عليه السلام : ( رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين ) ، وقال شعيب عليه السلام : ( وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا ) ، فهؤلاء أنبياؤه خافوا على أنفسهم ، وإنما المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " .

              حدثنا محمد بن عبيد الله - إملاء - ثنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول ، ثنا محمد بن علي بن ميمون ، ثنا الفريابي ، قال : " قدم سفيان الثوري ببيت المقدس فأقام ثلاثة أيام ، وصلى عند باب الرحمة ، وعند محراب داود عليه السلام ، ورابط بعسقلان أربعين يوما ، وصحبت سفيان من عسقلان إلى المدينة ، فكان يخرج النفقة ، ونخرج معه جميعا فيدفعها إلى رجل لينفق علينا ، فكنا إذا وضعنا سفرتنا لم يرد أحدا من السؤال إلا أعطاه ، حتى لا يبقى شيء ، فكان بعضنا إذا رآه يصنع ذلك يأخذ خبزه ويتنحى فيأكل " .

              حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا أبو حصين ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن [ ص: 26 ] عبد الله بن يونس ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " ما رأينا للإنسان شيئا خيرا له من أن يدخل جحرا " .

              حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا أبو حصين ، ثنا أحمد بن عبد الله ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " الناس عندنا مؤمنون مسلمون ، ولكن لا ندري ما هم عند الله تعالى " .

              حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل ، ثنا محمد الجندي ، ثنا عبد الله بن أبي غسان ، ثنا وكيع ، قال : سمعت سفيان ، يقول : " الناس عندنا مؤمنون في النكاح ، والطلاق ، والأحكام ، فأما عند الله فلا ندري ، نحن أهل الذنوب " .

              حدثنا الطلحي ، ثنا أبو حصين ، ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، قال : " سمعت رجلا ، يقول لسفيان : رجل يكذب بالقدر ، أأصلي وراءه ؟ قال : " لا تقدموه " ، قال : هو إمام القرية ليس لهم إمام غيره ، قال : " لا تقدموه ، لا تقدموه ، وجعل يصيح " .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني عبد الله بن سعيد الكندي ، قال : سمعت يحيى بن يمان ، يقول : سمعت سفيان ، يقول : " البدعة لا يتاب منها " .

              حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد ، ثنا أحمد بن علي بن الجارود ، ثنا أبو سعيد ، ثنا ابن يمان ، قال : سمعت سفيان ، يقول : " البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ، المعصية يتاب منها ، والبدعة لا يتاب منها " .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا خلف بن عمرو العكبري ، ثنا الحسن بن الربيع البرزاني ، ثنا يحيى بن يمان ، قال : سمعت سفيان ، يقول : " من أصغى سمعه إلى صاحب بدعة ، فقد خرج من عصمة الله تعالى " .

              حدثنا أبي ، ثنا محمد بن يحيى بن منده ، ثنا الهذيل بن معاوية ، ثنا إبراهيم بن أيوب ، ثنا النعمان ، عن سفيان ، قال : " إذا ذكر الرجل الذي مات فلا تنظر إلى قول العامة ، ولكن انظر إلى قول أهل العلم والعقل " .

              حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سياه المذكر ، وسليمان بن أحمد قالا : ثنا أبو يحيى الرازي ، ثنا أبو الخزرج ، ثنا عمرو بن حسان ، قال : " كان سفيان [ ص: 27 ] الثوري نعم المداوي إذا دخل البصرة حدث بفضائل علي ، وإذا دخل الكوفة حدث بفضائل عثمان " .

              حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا الحسن بن حباش ، ثنا الحسن بن الصباح ، ثنا أبو توبة ، عن عطاء بن مسلم ، قال : قال لي سفيان : " إذا كنت في الشام فاذكر مناقب علي ، وإذا كنت بالكوفة فاذكر مناقب أبي بكر وعمر " .

              حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا خلف بن عمرو العكبري ، ثنا محمد بن الصباح ، قال : سمعت شعيب بن حرب ، يقول : " ذكروا سفيان الثوري عند عاصم بن محمد ، فذكروا مناقبه حتى عدوا خمس عشرة منقبة ، فقال : فرغتم ؟ إني لأعرف فيه فضيلة أفضل من هذه كلها ، سلامة صدره لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم " .

              حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ، وسليمان بن أحمد ، قالا : ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا يحيى بن أيوب ، ثنا مروان ، ثنا حمزة الثقفي ، قال : قال رجل لسفيان : " ما أزعم أن عليا أفضل من أبي بكر وعمر ، ولكن أجد لعلي ما لا أجد لهما ، فقال سفيان : " أنت رجل منقوص " .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، ثنا المسيب بن واضح ، قال : سمعت عبد الوهاب الحلبي ، يقول : " سألت سفيان الثوري ونحن نطوف بالبيت عن الرجل يحب أبا بكر وعمر ، إلا أنه يجد لعلي من الحب ما لا يجد لهما ، قال : " هذا رجل به داء ينبغي أن يسقى دواء " .

              حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ، وسليمان بن أحمد ، قالا : ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا أبو غسان ، ثنا إبراهيم بن المغيرة -وكان شيخا حجاجا - قال : " سألت سفيان : أأصلي خلف من يقول : الإيمان قول بلا عمل ؟ قال : " لا ، ولا كرامة " .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن علي الأحمر ، ثنا محمد بن فراس أبو هريرة ، ثنا مؤمل بن إسماعيل ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " منعتنا الشيعة أن نذكر فضائل علي " .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا حفص بن عمر بن الصباح الرقي ، ثنا قبيصة بن عقبة ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " من قدم عليا على أبي بكر وعمر فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار ، وأخشى أن لا ينفعه مع ذلك [ ص: 28 ] عمل " .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن محمد الجهم السمري ، ثنا الجراح بن مخلد ، قال : سمعت أبا بكر الحنفي ، يقول : سمعت سفيان ، يقول : " من قدم عليا على أبي بكر وعمر فقد أزرى عليهما ، وعلى علي ، وعلى غيرهم من الناس " .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا عقبة بن مكرم ، ثنا وكيع ، قال : سمعت سفيان ، يقول : " من فضل عليا على أبي بكر وعمر وغيرهما فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار " .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا أبو هشام الرفاعي ، ثنا يحيى بن يمان ، عن سفيان ، قال : " نأخذ بقول عمر في الجماعة ، ونأخذ بقول ابنه في الفرقة " .

              حدثنا أبي ، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي ، ثنا أحمد بن الأحجم ، ثنا عمار بن عبد الجبار ، قال : سمعت عبد الله بن المبارك ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " الجهمية كفار ، والقدرية كفار ، فقلت لعبد الله بن المبارك : فما رأيك ؟ قال : رأيي رأي سفيان " .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا عباس بن حمدان ، ثنا عبد الله بن سعيد الكندي ، حدثني إسماعيل بن قتيبة ، ثنا بشر بن منصور ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول ، وسأله رجل فقال : على بابي مسجد إمامه صاحب بدعة قال : " لا تصل خلفه " ، قال : تكون الليلة المطيرة وأنا شيخ كبير ؟ قال : " لا تصل خلفه " .

              حدثنا القاضي أبو أحمد ، ثنا محمد بن أيوب ، والحسن بن علي بن زياد ح . وحدثنا سليمان ، ثنا أبو زرعة الدمشقي ، قالوا : ثنا أحمد بن يونس ، قال : " سمعت رجلا يقول لسفيان : يا أبا عبد الله أوصني ، قال : " إياك والأهواء ، إياك والخصومة ، إياك والسلطان " .

              حدثنا القاضي أبو أحمد ، ثنا أبو عمر بن عقبة ، وأحمد بن محمد بن مصقلة ، قالا : ثنا الحسن بن عرفة ، حدثني مبارك بن سعيد ، عن أخيه سفيان قال : قالوا : " يا أبا عبد الله ، لا يزال قوم يسألون عن الإسلام ، ما الإسلام ؟ قال له : " إذا غدوت إلى السوق فانظر إلى أدنى حمال فاسأل عنه ، فإذا أخبرك عنه فهو ذاك " .

              [ ص: 29 ] حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن علي الخزاعي ، ثنا محمد بن كثير ، قال : قال سفيان الثوري : " ما أحب الله عبدا فأبغضه ، وما أبغضه فأحبه ، وإن الرجل ليعبد الأوثان وهو عند الله سعيد " .

              حدثنا القاضي أبو أحمد ، ثنا أبو الفوارس عبد الغفار بن أحمد ، ثنا يحيى بن عثمان ، ثنا الفريابي ، قال : قال سفيان الثوري : " نسمع التشديد فنخشى ، ونسمع اللين فنرجوه لأهل القبلة ، ولا نقضي على الموتى ، ولا نحاسب الأحياء ، ونكل ما لا نعلم إلى عالمه ، ونتهم رأينا لرأيهم " .

              حدثنا القاضي أبو أحمد ، ثنا أبو الفوارس ، ثنا يحيى بن عثمان ، ثنا الفريابي ، ثنا سفيان ، قال : " ليس من ضلالة إلا وعليها زينة ، فلا تعرض دينك إلى من يبغضه " .

              حدثنا القاضي أبو أحمد ، ثنا محمد بن أحمد بن راشد ، ثنا أبو عمير بن النحاس ، ثنا كثير بن الوليد ، قال : قال الحوشي : " قلت للثوري : يا أبا عبد الله ، أمؤمن أنت ؟ قال : " إن شاء الله " ، قلت له : يا أبا عبد الله ، لا تفعل ، فقال : " أما سمعت الله تعالى يقول : ( وما علمي بما كانوا يعملون وما أنا بطارد المؤمنين ) ، فقلت : إنما مثلي ومثلك كمثل الطبيب والصيدلاني ، فأنا الطبيب ، وأنت الصيدلاني " .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن سهل بن أيوب ، ثنا علي بن بحر ، وقال : سمعت المؤمل بن إسماعيل ، يقول : قال سفيان الثوري : " خالفتنا المرجئة في ثلاث : نحن نقول : الإيمان قول وعمل ، وهم يقولون : الإيمان قول بلا عمل ، ونحن نقول : يزيد وينقص ، وهم يقولون : لا يزيد ولا ينقص ، ونحن نقول : نحن مؤمنون بالإقرار ، وهم يقولون : نحن مؤمنون عند الله " .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا سهل بن موسى ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا الفريابي ، قال : سمعت سفيان يقول : " ليس أحد أبعد من كتاب الله من المرجئة " .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا الحسن بن علي المعمري ، ثنا محمود بن غيلان ، ثنا مؤمل بن إسماعيل ، قال : " مات عبد العزيز بن أبي رواد ، وكنت في جنازته حتى وضع عند باب الصفا ، فصف الناس ، وجاء الثوري ، فقال الناس : جاء الثوري ، جاء الثوري حتى خرق الصفوف ، والناس ينظرون إليه ، فجاوز الجنازة ولم يصل عليه ، لأنه كان يرمى بالإرجاء " .

              [ ص: 30 ] حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا عبد الصمد بن حسان ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " عليكم بما عليه الحمالون ، والنساء في البيوت ، والصبيان في الكتاب من الإقرار والعمل " .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن عبد الرحيم الديباجي ، ثنا هارون بن أبي هارون العبدي ، ثنا حيان بن موسى المروزي ، ثنا عبد الله بن المبارك ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " من زعم أن ، ( قل هو الله أحد ) مخلوق فقد كفر بالله عز وجل " .

              حدثنا القاضي أبو أحمد ، ثنا الحسن بن إبراهيم ، ثنا بشار ، ثنا سليمان بن داود ، ثنا يحيى بن المتوكل ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " إذا أثنى على الرجل جيرانه أجمعون فهو رجل سوء ، قالوا لسفيان : كيف ذاك ؟ قال : يراهم يعملون بالمعاصي فلا يغير عليهم ، ويلقاهم بوجه طلق " .

              حدثنا القاضي أبو أحمد ، ثنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد بن سلم ، ثنا هناد بن السري ، ثنا قبيصة ، قال : قال سفيان : " لا تصلح القراءة إلا بالزهد ، واغبط الأحياء بما تغبط به الأموات ، أحبهم على قدر أعمالهم ، وذل عند الطاعة ، واستعص عند المعصية " .

              حدثنا أبي ، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ، ثنا إبراهيم بن معمر ، ثنا سهل بن عثمان ، ثنا أسباط بن محمد القرشي ، قال : سمعت سفيان ، يقول : " لا يكون للقراءة ملح حتى يكون معها زهد " .

              حدثنا القاضي أبو أحمد ، ثنا أبو الفوارس ، ثنا يحيى بن عثمان ، ثنا الفريابي ، ثنا سفيان ، قال : كان يقال : " من كانت سريرته أفضل من علانيته فذلك الفضل ، ومن كانت سريرته شرا من علانيته فذلك الجور " .

              حدثنا القاضي أبو أحمد ، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن ، ثنا الحكم بن معن ، قال : سمعت عمرو بن محمد العبقري ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " بلغني أن العبد يعمل العمل سرا فلا يزال به الشيطان حتى يغلبه فيكتب في العلانية ، ثم يزال الشيطان به حتى يحب أن [ ص: 31 ] يحمد عليه فينسخ من العلانية فيثبت في الرياء " .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن صالح بن الوليد الترمسي ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي ، قال : سمعت أبي يقول : رأيت زائدة بن قدامة جاء إلى سفيان الثوري ، فلما رآه انتهره وصاح به ، فقيل له : ما شأنه ؟ فقال : إن شريكا أمر بمال يقسمه ، فولاه هذا ، ثم قال له سفيان : " إن شريكا لم يصب لدنسه أحدا غيرك " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية