الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أبي ، ثنا عمر بن عبد الله بن عمر الهجري - بالأيلة - ثنا عبد الله بن خبيق ، قال : قال لي يوسف بن أسباط : عجبت كيف تنام عين مع المخافة ، أو يعقل قلب مع النفس بالمحاسبة ، من عرف وخوف حق الله على عباده لم يشتمل علينا عيناه إجلالا بإعطاء المجهود من نفسه ، خلق الله القلوب مساكن فصارت للشهوات ، الشهوات مفسدة للقلوب ، وتلف للأموال ، فإحلاق للوجوه لا تمحو الشهوات من القلوب إلا خوف مزعج ، أو شوق مفلق .

              حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا موسى بن سعيد ، ثنا محمد بن مهاجر ، حدثني سعيد بن حرب ، سمعت يوسف بن أسباط يقول : الزهد في الرياسة أشد من الزهد في الدنيا .

              حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد ، ثنا محمد بن المسيب ، ثنا عبد الله بن خبيق ، قال : قال يوسف بن أسباط : والله لقد أدركت أقواما فساقا كانوا أشد [ ص: 239 ] إبقاء على مروءاتهم من قراء أهل هذا الزمان على أديانهم ، قال : وقال لي يوسف : إياك أن تكون من قراء السوء .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا محمد بن أحمد بن معدان ، ثنا عبد الله بن خبيق ، سمعت يوسف بن أسباط ، عن سفيان الثوري ، قال : قال أبو رزين : مثل قراء هذا الزمان مثل درهم زيف حتى يمر بالجهد فيبدو زيفه .

              قال أبو يوسف : رحم الله أبا رزين ، كيف لو أدرك زماننا لقال ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا محمد بن أحمد بن الوليد ، ثنا عبد الله بن خبيق ، حدثني يوسف بن أسباط قال : كتبت إلى أبي إسحاق الفزاري بلغني أنك صرت آنسا بأهل الجفاء ، فكتب إلي : كيف أصنع بهذا الجرب ؟ - يعني الحديث - فكتبت إليه لا تحكه حتى لا يحكك .

              حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا عبد الله بن جابر ، ثنا عبد الله بن خبيق قال : قلت ليوسف بن أسباط : ما لك لم تأذن لابن المبارك أن يسلم عليك ؟ قال : خشيت أن لا أقوم بحقه وأنا أحبه .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا عبد الله بن أحمد ، سمعت المسيب بن واضح ، يقول : قدم ابن المبارك فاستأذن على يوسف بن أسباط ، فلم يأذن له فقلت له : ما لك لم تأذن له ؟ قال : إني إن أذنت له أردت أن أقوم بحقه ولا أفي به .

              حدثنا الحسين بن محمد ، ثنا محمد بن المسيب الأرغياني ، ثنا عبد الله بن خبيق ، قال : قال لي يوسف بن أسباط : إني أخاف أن يعذب الله الناس بذنوب العلماء .

              قال : ونظر سفيان إلى رجل في يده دفتر فقال : تزينوا بما شئتم فلن يزيدكم الله إلا اتضاعا .

              حدثنا الحسين بن محمد ، ثنا محمد بن المسيب ، ثنا عبد الله بن خبيق ، قال : قال يوسف بن أسباط : الأشياء ثلاثة : حلال بين ، وحرام بين لا شك فيه ، وشبهات بين ذلك ، فالمؤمن من إذا لم يجد الحلال يتناول من الشبهات ما يقيمه .

              حدثنا الحسين بن محمد ، ثنا محمد بن المسيب ، ثنا عبد الله بن خبيق ، سمعت وهيب بن الهذيل ، سمعت يوسف بن أسباط يقول : كان يقال : اعمل عمل رجل [ ص: 240 ] لا ينجيه إلا عمله ، وتوكل توكل رجل لا يصيبه إلا ما كتب له .

              وسمعت يوسف بن أسباط يقول : مكث الحسن ثلاثين سنة لم يضحك ، وأربعين سنة لم يمزح .

              قال : وقال الحسن : لقد أدركت أقواما ما أنا عندهم إلا لص .

              حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا محمد بن أحمد بن الوليد ، ثنا عبد الله بن خبيق ، عن يوسف بن أسباط قال : قلت لأبي وكيع : ربما عرض لي في البيت شيء يداخلني الرعب ، فقال لي : يا يوسف من خاف الله خاف منه كل شيء ، قال يوسف : فما خفت شيئا بعد قوله .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن أحمد بن معدان ، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، ثنا أبو توبة ، عن يوسف بن أسباط ، قال : من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، ثنا القرقساني ، قال : أتى يوسف بن أسباط بباكورة ثمرة فغسلها ثم وضعها بين يديه وقال : إن الدنيا لم تخلق لينظر إليها ، وإنما خلقت لينظر بها إلى الآخرة .

              حدثنا حبيب ، ثنا الفضيل بن أحمد بن إسماعيل ، ثنا سعدان بن يزيد ، حدثني أحمد بن يوسف بن أسباط قال : قلت لأبي : يا أبت كان مع حذيفة المرعشي علم ؟ قال : كان معه علم كبير حسنه الله .

              حدثنا أبو يعلى الزبيري ، ثنا محمد بن المسيب ، ثنا عبد الله بن خبيق ، سمعت يوسف بن أسباط يقول : لا يقبل الله عملا فيه مثقال حبة من رياء .

              وقال يوسف : كانوا يستحبون أن يسألوا الله العفو .

              وكان يوسف يقول : اللهم عرفني نفسي ولا تقطع رجاءك من قلبي .

              حدثنا أبو يعلى ، ثنا محمد بن المسيب ، ثنا عبد الله بن خبيق ، ثنا عبد الله بن عبد الغفار الكرماني ، عن جعفر الرقي قال : كتبت إلى يوسف بن أسباط في مسائل فكتب إلي جوابها أما ما ذكرت من أن يكون العبد عارفا بالله عارفا بنفسه فالعارف بالله المطيع لله في جميع ما عرفه ، والعارف بنفسه الذي يخاف [ ص: 241 ] من حسناته أن لا تقبل ، قال الله عز وجل : ( يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ) قال : يعطون ما أعطوا وهم يخافون أن لا يتقبل منهم .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية